سعى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لاستئناف مهامه كرئيس للدولة أمس الأحد، وعقد أول اجتماع علني مع مسؤولين بالدولة منذ فراره من الإقامة الجبرية بمقر إقامته في صنعاء التي فرضها عليه الحوثيون الذين يهيمنون على النصف الشمالي من البلاد. واجتمع هادي بمحافظي عدد من محافظات الجنوب والقادة العسكريين بمنتجع رئاسي في العاصمة الاقتصادية عدن في اجتماع أذيع على قناة تلفزيون محلية بالمدينة. وكان هادي قدم استقالته الشهر الماضي بعد استيلاء المسلحين الحوثيين على القصر الرئاسي وفرض الإقامة الجبرية عليه في صنعاء في صراع على السلطة بعد أشهر من التوتر بسبب خلافات حول مسودة الدستور. لكن البرلمان اليمني لم يجتمع لقبول الاستقالة حتى تصبح نافذة طبقا للقوانين اليمنية. ويبدو أن هادي سحب استقالته السبت بعد فراره من صنعاء قائلاً: في بيان انه ما زال الرئيس. وعدن خارج سيطرة الحوثيين تماماً. وقالت مصادر في الاجتماع ان هادي أكد مجددا التزامه بالمبادرة الخليجية التي رعتها دول مجلس التعاون الخليجي عام 2011 لنقل السلطة والتي سمحت لسلفه علي عبد الله صالح بالتنحي بعد أشهر من الاحتجاجات. وحضر الاجتماع محافظو عدن ولحج والضالع وسوقطرة إضافة إلى قائد المنطقة العسكرية الرابعة مع هادي وأكدوا مجددا ضرورة تطبيق توصيات الحوار الوطني، والتوصيات التي نشرت في يناير 2014 بعد ستة أشهر من المفاوضات تنص على تحول اليمن إلى فدرالية من ستة أقاليم، وهي صيغة رفضها الحوثيون. وهاجم هادي أيضاً جماعة الحوثي التي سيطرت على صنعاء في سبتمبر - أيلول واستكملت سيطرتها على الحكومة الشهر الماضي. ونقل أحد المصادر عن هادي قوله أمام من حضروا الاجتماع «ما يجري هو صراع من أجل السلطة... لا بدافع القلق على مصالح الشعب». ودعا هادي إلى الإفراج عن رئيس الحكومة خالد بحاح ومسؤولين حكوميين آخرين ما زالوا رهن الإقامة الجبرية في منازلهم وطالب بالسماح لهم باستئناف مهامهم. وبدت قبائل مأرب المحافظة الغنية بالنفط، أكثر تشددا. وحضت هادي على ان يجعل من عدن «عاصمة مؤقتة لليمن حتى تحرير صنعاءالمحتلة من المليشيات الحوثية». وقال محافظ عدن عبد العزيز بن حبتور في تصريحات صحافية ان «هادي سيواصل أنشطته السياسية وإدارة شؤون البلد خلال الفترة القادمة انطلاقا من عدن حيث سيلتقي البعثات الأجنبية التي طلبت مقابلته».