ما أجمل رياض الربيع في صحارى وبراري نجد وفيافيها.. عندما تتجه من الرياض شمالاً باتجاه سدير القصيم المحمل، تصافحك على مدى الأفق مراعٍ خضراء وتلال تسحر الألباب.. إنها روضة نورة 150 كيلومترا شمال العاصمة. أنا يا ربيع أراك نفحة خالق.. وهب الحياة محبة وجلالاً إن الذي سواك رب مبدع يهب الجمال لمن يشاء جمالاً منظر أخاذ يخلب الألباب كلوحة بديعة طرزتها أيدي فنان ماهر.. إنها قدرة الخالق عز وجل.. فالطبيعة الجميلة تشير بلسان الحال لمبدعها: تأمل سطور الكائنات فإنها من الملك الأعلى إليك رسائل وقد خُط فيها لو تأملت خطها ألا كل شيء ما خلا الله باطل وقال الشاعر «البحتري»: أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً .. من الحسن حتى كاد أن يتكلما وقد نبه «النوروز» في غلس الدجى.. أوائل ورد كنَّ بالأمس نوَّماً.. ومثل روضة نورة كعريق الدسم، وصحراء الدهناء، وصحراء النفود، يكسوها الربيع حلة خضراء مطعمة بالبنفسج وزهور الخزامى الفواحة بالعطر وصحراء الشقيقة بنبات ربلها وزهور الأقحوان البيضاء.. لتشكل حديقة غناء شاسعة توفر للمتنزهين جواً مفعماً بالحياة ومنعشاً بالهواء الطلق النقي. إنه موسم للسياحة في الأرض رائع وجذاب بأطياره المغردة وبزهوره المتفتحة الزاهية الألوان.