لا يختلف اثنان على أن التألق الذي ظهر عليه الحارس البلجيكي الدولي تيبو كورتوا (23 عاماً) يعد الحدث الأبرز خلال مجريات الأسبوع الماضي ضمن منافسات الكرة الأوروبية، فالحارس الشاب أنقذ فريقه تشيلسي من خسارة محققة في ملعب حديقة الأمراء، حينما وقف حامياً لعرينه وصد أهدافاً محققة من مهاجمي باريس سان جيرمان ليجد الإشادة والاعتراف التام من قبل مدربه جوزيه مورينهو الذي قال وقتها لوسائل الإعلام: «أتوجه بالشكر الخاص للحارس كورتوا الذي ساهم بفعالية واضحة في تحقيق نتيجة التعادل، وأقولها بصراحة تامة إن باريس سان جيرمان كان الأقرب لتحقيق الفوز ولكن كورتوا منع ذلك». المهاجم الأورجوياني الدولي أديسون كافاني شارك مورينهو في رأيه حينما قال: «لم أواجه حارساً بهذا الطول وهذه السرعة في التحرك بقدميه»، في إشارة واضحة للإمكانيات الهائلة التي يتمتع بها الحارس البلجيكي الشاب. ولم يبتعد المدافع البرازيلي الصلب ديفيد لويز عن توجيه المديح لحارس تشيلسي حينما أكد بقوله: «بدون حارس مرماهم، كان يمكننا الفوز بالمباراة، إنه رائع للغاية ويقدم أداء جيد جداً». كورتوا بطوله الفارع (199 سم) وبوزنه الثقيل (91 كجم) أظهر رشاقة عالية وقوة بدنية هائلة في الانقضاض على الكرات وإيقاف خطورتها، بالإضافة لمرونته في القفز عالياً وردة فعله المميزة في صد الكرات المفاجئة وقدرته على إيقاف الكرات الأرضية. وهي صفات قلّما تتكرر في حراس المرمى، وهو ما يدفعنا للاعتقاد بأنه سيسحب البساط من منافسيه على مستوى العالم، حيث تسيد الإيطالي جيان لويجي بوفون القائمة ومن ثم تمكّن الحارس الإسباني ايكير كاسياس من التفوق عليه ليأتي مؤخراً الألماني مانويل نوير ليقتحم قائمة المرشحين للفوز بالكرة الذهبية. ولكن كورتوا لن يتوقف تطوره عند هذا الحد، خاصة في ظل المنافسة الشرسة التي يجدها في مركزه من قبل الحارس التشيكي الخبير بيتر تشيك الذي نجح كورتوا في خطف مركزه الأساسي بعد أن تفوق عليه. تيبو كورتوا متى ما واصل أداءه المذهل في حراسة مرمى «البلوز» فإنه سيقود الأسود الزرقاء للوصول لنهائي دوري أبطال أوروبا، والفوز بلقب بطولة الدوري الإنجليزي أيضاً، ومتى ما تحقق ذلك فإن الحارس البلجيكي سيكون من أكثر الأسماء المرشحة للفوز بالكرة الذهبية دون أدنى شك. وسيتمكن من اعتلاء قمة الهرم ليكون الحارس الأول على مستوى العالم. العبارة الشهيرة التي دائماً ما تدور بين عشاق كرة القدم «حارس المرمى يعتبر نصف الفريق» هي عبارة واقعية ترددت نظير التألق الذي يظهره حراس المرمى عند الذود عن مرماهم، وهم يتحصلون على تقييم عال بالفعل شأنهم شأن المهاجمين وبقية زملائهم.. إلا أنه عند ترشيح أسمائهم للتويج بالجوائز السنوية.. فإن حارس المرمى لطالما وجد الظلم من قبل خبراء ونقاد اللعبة ومدربيها، حيث إن الأصوات دائماً ما تتجه إلى من يحرز الأهداف، وليس إلى من يمنع ولوجها إلى الشباك، وهو أمر عانى منه الكثير من الحراس طوال تاريخ لعبة كرة القدم.. لعل آخرهم الحارس الألماني المبدع مانويل نوير المتوج بكأس العالم (البطولة الأهم والأقوى على مستوى اللعبة). أتمنى أن يجد حراس المرمى الإنصاف من قبل المدربين واللاعبين الذي يمتلكون حقوق التصويت عندما يتم جمع أصواتهم.. فكرة القدم لعبة جماعية تعتمد على كل المراكز وليست لعبة محصورة على من يسجل الأهداف فقط.