استخدم الباحثون كاميرات فائقة الدقة تلتقط نحو (10 آلاف) صورة في الثانية، لتفسير ظاهرة (طقطقة) حبات الفشار أو (البشار)، واكتشفوا أن صوت الطقطقة هذا لا يأتي بسبب ارتطام حبات (الفشار) بصحن القلي كما كان يُعتقد سابقاً، بل هو نتاج خروج (البخار الساخن) من داخل كل حبة، كتفسير (فيزيائي ديناميكي)! ما نشاهده من تنامٍ لظاهرة (الطقطقة الاجتماعية)، للتعبير عن حالة (عدم الرضا) تجاه بعض التصرفات، أو المواقف، أو الشخصيات، يمكن أن يكون شبيهاً بهذا التفسير (العلمي)، وخصوصاً أننا كمجتمع محافظ، لم نعرف أسلوب السخرية في التعليق إلا مؤخراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، رغم أن (الهرطقة) والمبالغة التصويرية الهزلية كانت تمارس منذ عصور طويلة، من أيام (جحا وأشعب) عبر ما يتناقله العرب في رواياتهم، ولعل (دوران الأرض) من أول الهرطقات التي سخر منها البشر، وأكبر الهزليات التصويرية عرفناها بريشة (رسامي الكاريكاتير)! الطقطقة السعودية ظاهرها (الضحك) والسخرية نتيجة قلة (حيلة اليد)، والعجز عن التعبير الصحيح والنقد البناء، انتقلت إلى مجتمعنا من مجتمعات مجاورة مثل (المجتمع المصري) و(المجتمع اللبناني)، ويجب أن لا نغفل دراسة هذه الظاهرة دراسة علمية واجتماعية لمعرفة أسبابها الحقيقية، وتعلّق الجيل الحالي (بالطقطقة) على كل شيء حوله، لأن هذا الصوت في نهاية المطاف هو شبيه بصوت (حبات الفشار) يحتاج لتفسير علمي! كل وسائل التواصل الاجتماعي (منصات طقطقة) في يد أبنائنا، ويجب أن نبحث كل ما يدور فيها من مسجات وأحاديث وتعليقات، وأن نخضعها للدراسة والتمحيص من قبل الباحثين لمعرفة (أسبابها) والتغير الاجتماعي الذي يطرأ على مجتمعنا مع تسارع الأحداث، حتى نكون قريبين مما يدور في أذهانهم، وطريقة تفكيرهم ؟! لا يكفي أن نضحك من براعه وإبداع الجيل الحديث في (الطقطقة) والاستظراف، لأن ما يدور في عوالم التواصل الجديدة، نتاج طبيعي لطريقة التفكير، و(المطقطقون الجدد) منهم صنّاع الغد! لا أريد تحميل الموضوع أكثر مما يحتمل، من حقهم أن (يضحكوا) على واقعهم، ومن واجبنا أن (نسبر أغوار) ما بين السطور! وعلى دروب الخير نلتقي.