المطلع والمتابع لما يُنشر ويتداول من أحاديث ودردشات عبر وسائل التواصل الاجتماعي بكافة أنواعه سواء غير المباشر من خلال أجهزة البلاك بيري، أو التويتر والفيس بوك، والشات والمسجات، أو حتى الأحاديث المباشرة بين الشباب سيتفهم معنى (الطقطقة) تلك التسمية التي اعترف أني أجهل أصلها ومخترع مصطلحها غير أني أدرك فحوى المعنى وأبعاد المقصد منها الذي على ضوئه بتنا نقرأ ونسمع بتعليقات ساخرة على أشخاص، أو حتى مواقف وأحداث. "يطقطق علي" أي ألف كذبة أو رسم صورة كاركاتورية شفهياً أو كتابياً حولت الموقف أو المعنى الحقيقي بشيء من المبالغة التصويرية إلى خيال مضحك كمثل الرسام الكاركاتوري حين يبتدع تفاصيل غير موجودة، أو يضخم الملامح ليضفي عليها فكاهة وطرافة. و "يطقطق" أي يستظرف ونوع الظرف سيحدده ضمير صاحب الفعل فقد يعتمد النقل الصحيح ويضيف له ما يحوله لنكتة، أو قد يكذب ويحوله لشيء مبتذل لغرض الاستظراف أيضاً. و" يطقطق عليك" قد تحتمل معنى يمازحك ويضحك معك في معناها الحسن مادام لم يجرحك ويحرجك أمام الآخرين، وقد تكون "يطقطق عليك" أي (يمسخرك) أو يسخر منك، ويهزأ بك، ويشوه صورتك ويضحك الناس عليك، ويسيء لشخصك، ويوغل في النفوس مشاعر احتقار ترافق ذكرك!. في عوالم هذا المعنى "الطقطقة" استُهزئ بشخصيات معروفة، وأسيء لمواقف حاسمة ومصيرية لا تحتمل ذلك القدر من الهزلية، بل وأحياناً لم تُراعَ حرمة معانٍ في الرقي والأدب والأخلاق الكريمة. .. الطقطقة ابتدأت "طرباً" وصارت "نشباً" فغدت الطقطقة هرطقة مع أن أصلها المرح والانبساط، والغريب أنه حين تحاك أحاديث ببراعة قد يدفعك إعجابك في دقة صياغتها أن تحدثها نفسك وتتمنى أن تلك القدرات الفذة في صنع الدعابة ومتابعتها وتسلسلها لو استخدمت وصرفت فيما يفيد لينافس أصحابها جهابذة التكنولوجيا والعلوم. من الجميل أن يُقتل الروتين، وتُستحدث أساليب تزرع الابتسامة على وجوه بلا شفاه "صامتة"، وتُحرك المياه الراكدة، وتصور الحياة ببساطة وحيوية، بل ومن الرائع أن نشهد نشاط أحفاد "جحا" وتستعاد زماناته!!. نريدهم أن (يطقطقوا) وينبسطوا ويَسعدوا ويُسعدوا شريطة أن يحترموا ويتأدبوا ويقدروا كرامة الغير، ويفعلوا ما طاب لهم في حدود أخلاق (فاضلة) ليست (فاصلة) أو تافهة.