أن تخسر بطولة ما وأنت في دائرة المنافسة فهذا أمر مقبول إلى حد ما وجائز أيضا ، ويؤكد أنك تعمل بجد واجتهاد لكنك لم توفق .. فمرة لك ومرة عليك وإن اجتهدت اكثر ستكون مرات لك وأحيانا مرة عليك ، أما أن تكون مرات ومرات عليك برغم حجم الانفاق المالي الهائل على رياضة كرة القدم فهنا مشكلة وهنا خلل وهنا سوء تدبير وهنا سوء تخطيط وهنا سوء إعداد وهنا يجب أن تعالج المشكلة من جذورها، فاستمرار الإخفاق يعني أن الخطأ جسيم بل وفادح أو كما يقال (الشق أكبر من الرقعة..!) مما يعني بل ويؤكد أن الخلل في المنظومة ككل..! لقد عاد منتخبنا الأول لكرة القدم من أستراليا يجر أذيال الخيبة والفشل بعد مشاركة مخزية بنتائجها بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، وهذه النتائج – بالطبع – من بركات اتحاد كرة القدم الذي علاوة على سوء أوضاعنا الكروية داخليا فقد تعامل مع هذه البطولة القارية الهامة للغاية دون اعتبارات لقيمتها وأهميتها وكأنها بطولة ودية ، حبيّة ، وليست ثاني أهم بطولة على الصعيد الدولي بالنسبة لنا، وهذا دليل على الخلل الكبير الذي يعانيه هذا الاتحاد، ويبدو أن فاقد الشيء لا يعطيه، فهذا الاتحاد الذي غرق في مشاكله الداخلية كيف له أن يقودنا خارجيا لاستعادة أمجاد الكرة السعودية..؟ كيف له ذلك وهو الذي تعامل مع هذه البطولة القارية الهامة بلا مبالاة..؟ ويكفي للدلالة على سوء الإعداد واللامبالاة أن مدرب المنتخب تلاقى واللاعبين لأول مرة بالمطار وهم مغادرون لأستراليا .. والله إن هذا لأمر محزن ومخز في آنٍ واحد ، في حين كانت اتحادات الدول الآسيوية المتقدمة تعمل جاهدة ولم تدخر جهدا في سبيل تقديم صورة مشرفة عن واقعها الكروي .. فيما كان منتخبنا (ملطشة) في أستراليا..! لقد كان من الواجب علينا كإعلاميين طالما (وقع الفأس بالرأس) أن ندعم المنتخب وهو مغادر لأستراليا ، وهذا بالطبع واجب وطني ، ففي ذلك الوقت لا مجال للنقد ولا يجب التنظير على حساب منتخب الوطن الذي سيبدأ مهمة وطنية وإلا لاتهمنا بالتقصير بل وأكثر من ذلك ، فحينما تحين ساعة الصفر لا مجال لكشف العيوب والحديث عنها حتى (لا نزيد الطينة بلة) كما أننا وفي قرارة أنفسنا نقول لعل وعسى .. لكن لعل وعسى هذه تبددت وفشلنا فشلا ذريعا ، بل إن منتخبنا عاد من هذه البطولة مثقلا بالجراح .. جراح الفشل ، وجراح المشاكل التي تعرض لها ثلاثة من أهم وأبرز اللاعبين، وهذا مؤشر يدل على ضعف الانضباط الإداري .. هذا بالفعل ما خرجنا به من مشاركتنا المخزية.. وهنا أقول لاتحاد كرة القدم (لا طبنا ولا غدا الشر..!). فيا اتحادنا .. كفاكم وعوداً خائبة ، كفاكم تخاذلاً ، كفاكم عشوائية .. أظنكم ستوعدوننا بمدرب عالمي ومعسكرات خارجية وتعيين مدير عام للمنتخبات ووضع برامج إعدادية وخطط بعيدة المدى لذر الرماد بالعيون .. لقد سئمنا ذلك .. سئمنا مثل هذه الوعود التي لا تسمن ولا تغني من جوع .. بل إنها أصبحت نشازاً بالنسبة لنا .. لا نريد هذه الوعود أو تلك، الأهم من هذا .. عليكم أن تعالجوا الخلل الداخلي الكبير في منظومة كرة القدم المحلية ، فكيف لنا أن ننجح خارجيا ونحن نئن داخليا .. لديكم خلل في الاتحاد وفي لجانه .. التحكيم ، المسابقات ، في منظومة الاحتراف ككل التي تحتاج لإعادة نظر .. صححوا مساركم .. عالجوا أخطاءكم .. قوّموها .. لا تأخذكم بالحق والعدل لومة لائم ، لا تتفاوت قراراتكم .. تأكدوا أننا لن ننجح خارجيا طالما لازال الخلل الداخلي قائماً.. استفيدوا من تجارب الدول التي تطورت كثيرا وسبقتنا بمراحل بعد أن كنا أفضل منها.. لقد حملتم أمانة تتعلق بتطوير رياضة كرة القدم وهذا ما يريده وينتظره منكم الجميع ، فإن لم تستطيعوا حمل هذه الأمانة فأفسحوا المجال لمن لديه القدرة على ذلك ولا تكابروا حتى لا نخسر المزيد بعد أن أصبح تصنيفنا العالمي من الفيفا عاراً علينا ولا يليق بدولة رائدة كالمملكة العربية السعودية التي تنفق الملايين على كرة القدم دون جدوى..!! توقفت يوم أمس كثيرا عند التصريح المنسوب عبر هذه الصحيفة لمسئول رفيع باتحاد كرة القدم وقد أصابتني الحيرة هل أضحك أم أتأسى على حال هذا الاتحاد المزري؟ وكيف لنا أن نعول عليه بعد الآن حينما صب هذا المسئول جام غضبه على الجمعية العمومية للاتحاد، واتهمها بالسعي للتشويش على اتحاد كرة القدم وتشويه انجازاته وأن هذا الاتحاد الذي يتحدث باسمه حقق المستحيل..!، ولا يهمني هنا لغة الغضب والاحتقان التي تحدث بها عن الجمعية العمومية، وإن كانت تعكس واقعا سيئاً بين الطرفين له انعكاسات سلبية للغاية على حال كرة القدم السعودية، لكن ما أثار دهشتي واستغرابي ادعاؤه أن هناك إنجازات لاتحاد كرة القدم وأنه حقق المستحيل، وليت هذا المسئول رفيع المستوى تكرم علينا ((لافض فوه)) وذكر لنا هذه الانجازات والمستحيل الذي حققه اتحاده من وجهة نظره..! ما هي هذه الانجازات وما هو المستحيل إن كنا قد عجزنا عن التأهل لنهائيات كأس العالم الماضية، وخسرنا بطولة الخليج التي استضفناها هنا في المملكة ، وشاركنا بنهائيات كأس آسيا وخرجنا منها مطأطئي الرؤوس، وفي الموسم الرياضي الماضي قدم هذا الاتحاد أسوأ موسم كروي شهدته الساحة الرياضية السعودية، فأي انجازات وأي مستحيل حققتموه يا هذا..؟!! صدق من قال : ((اللي اختشوا ماتوا..!)). استثارني (أحدهم) في أحد البرامج الرياضية الفضائية وهو يبرر اخفاقات اتحاد كرة القدم الحالي قائلاً : (الاخفاقات ليست جديدة على الكرة السعودية ، فماذا فعل الاتحاد السابق والذي قبله) .. فيا عجب العجاب ، وهل جاء أحمد عيد ورفاقه ليكملوا الفشل أم من أجل أن ينجزوا وينتشلوا كرة القدم السعودية التي سقطت سقوطا ذريعا..؟!! البعض هداهم الله يطرحون آراء خاطئة دون تدبر..! على عَجَل المكرمة الملكية للأندية هي لكل الألعاب وليست لكرة القدم فقط ، لذا يجب أن تنال الألعاب الأخرى نصيبها من هذه المكرمة ولعل الرئاسة العامة لرعاية الشباب تتولى هذا الأمر. كتبت هذه المقالة قبيل مواجهة الهلال والخليج في نصف نهائي كأس ولي العهد ، فبأي حالٍ عدت يا (هلال) وقد أصبحت مطمعا حتى للفرق الصغيرة..؟! نغمة الإرهاق التي يتغنى بها البعض كتبرير للهبوط الحاد لأداء فريق الهلال ما هي إلا شماعة لصرف النظر عن السبب الحقيقي، فمنذ سنوات طوال ولاعبو الهلال الأكثر مشاركة خارجيا سواء مع ناديهم أو المنتخب، ولم يكن ذلك سبباً في تدني مستوى الهلال. السيطرة والنفوذ الأصفر على لجنة الحكام أصبح على المكشوف ، عيانا بيانا وقد وثقوه بالصور هذه المرة..!