كانت لغة التفاؤل هي الحاضرة منذ أن شدّ منتخبنا الأول لكرة القدم رِحاله إلى العاصمة الأسترالية، ليشارك في نهائيات آسيا التي ما زالت تدور رحاها هناك، هذه اللغة مصدرها بالدرجة الأولى الواجب الوطني الذي يحتم علينا أن نقف وقفة صادقة مع المنتخب الذي يمثّلنا كمواطنين، وأن نشد من أزر اللاعبين حتى وإن كانت الظروف الفنية للمنتخب ليست على ما يرام ، الأمر الآخر والذي جعل هناك مدعاة للتفاؤل أيضاً أن لدينا لاعبين ذوي إمكانات فنية أكثر من جيدة ، فلربما تغلبوا على ظروف المنتخب التي لم تكن جيدة سواء من حيث الإعداد أو من حيث حداثة الجهاز الفني المشرف عليه والذي اُختير قبيل بداية البطولة القارية بأيام قليلة، ومن المؤكد أنها فترة غير كافية للوقوف على إمكانات اللاعبين بالشكل المطلوب ، لكنني كنت ممن آثروا التريث في النقد طالما أن البطولة على الأبواب ، والواجب يحتّم علينا المؤازرة وليس تثبيط الهمم ، لكن الأمور سارت على عكس ما كنا نتمنى ونتأمل حينما عاد منتخبنا من أستراليا بخفي حنين بعد أن ودَّع البطولة في نهاية المرحلة الأولى من هذه النهائيات، مؤيداً ومؤكداً قول أمير الشعراء أحمد شوقي: وما نُيل المطالب بالتمني..! نعم ، فالمطالب لا تتحقق بالأمنيات فقط، بل من خلال العمل الجاد والمستمر والمخلص والدءوب وقبل ذلك حُسن التخطيط ، وقد كان قدرنا مع اتحاد كرة القدم أن نعيش على الأمنيات على أمل لعل وعسى بالرغم من كمية الإحباط الذي يعج بداخلنا ونحن نرى هذا الاتحاد لم يُحسن تسيير أموره ، وقد انعكس ذلك سلباً على كفاءة أدائه وأداء لجانه، فعشنا معه أسوأ المراحل ولذا فمن الطبيعي أن تكون المخرجات سيئة طالما هذا حال اتحاد الكرة، وما المشاكل التي تعج بها كرة القدم السعودية سواء على صعيد المنافسات المحلية والأندية أو ما يتعلق بمنتخبنا الأول الذي يُعد الواجهة الحقيقية للكرة السعودية خارجياً والمركز المتأخر جداً الذي (يتبوأه) منتخبنا في التصنيف العالمي إلا شاهد عيان على الوهن الذي يعانيه اتحاد كرة القدم الحالي وعشوائيته. من هنا، وفي ظل هذه الظروف وتلك الأوضاع المحيطة بمنتخبنا قبل ذهابه لأستراليا وفي ظل الظروف التي حصلت أثناء تواجده هناك، وما صاحبَ ذلك من بعض المشاكل لم يكن بالإمكان أفضل مما كان، وبناءً عليه فمن الطبيعي أن تكون النتائج سلبية للغاية، ومخيّبة للآمال مما أودى بنا إلى ما نحن فيه وسيكون القادم أسوأ، بل أدهى وأمرّ إن بقيت أوضاعنا على ما هي عليه ، لذا فعلى رئيس وأعضاء مجلس إدارة هذا الاتحاد أن يدركوا بأنه قد أزف الرحيل.. أزف الرحيل.. أزف الرحيل ، وإلى هنا ويكفي..! وبودي هنا لو استقال رئيس اتحاد كرة القدم وبقية الأعضاء.. وأن يكون الرئيس البديل وأعضاء إدارته قادرين على انتشال كرة القدم السعودية مما هي فيه ، وأن ينهضوا بها للأعلى بدءاً بالاهتمام بالمنتخبات السنية والمنتخب الأول ومعالجة كافة السلبيات التي يعاني منها الاتحاد بسبب سوء أداء بعض اللجان التابعة له ، وأن يكون للرئيس الجديد القدرة على إعادة هيبة اتحاد كرة القدم وفرض ذلك على جميع الأندية، وليس كما هو الحال هذه الآونة حيث إن بعض الأندية أقوى من اتحاد الكرة، وهذه بحد ذاتها مشكلة كبيرة..!! إعلام الانتصارات.. وإعلام الانكسارات!!! يردد البعض دون خجل أن ما حلّ بكرة القدم السعودية من تراجع وتخاذل بسبب الإعلام الهلالي كما يزعمون بالرغم من أن الإعلام المضاد هو الأكثر حضوراً وضجيجاً وتشويهاً من خلال المنابر الفضائية، وهذه حقيقة لا تقبل الجدل، فهم جُبلوا على إلصاق أي تهمة مسيئة للهلال وللإعلاميين المنتمين له، هذا الإسقاط السخيف مردود عليه فالإعلام الهلالي الذي يرونه كان الأميز والأقوى حضوراً قبل ما يقارب ثلاثين عاماً وإلى ما قبل ظهور الإعلام الفضائي وهو الذي أسهم بإنجازات الكرة السعودية وعلى كافة المستويات، وكان داعماً ورافداً للمنتخبات السعودية آنذاك، وقد أسهم كثيراً في تلك الإنجازات التي شهدتها الفترة الزمنية المشار إليها، أما بعد أن سيطر الإعلام المنفلت والمناوئ للهلال شاهدنا ما هي نتائج ذلك من تشكيك ومحاربة لاعبي الهلال الدوليين حتى وهم يرتدون قمصان المنتخب وكيف سعوا لتدميرهم، بل ووقفوا ضد منتخب الوطن من أجل تحقيق مآربهم.. والعاقل يميز وبكل سهولة ما هو الإعلام المؤثر في زمن الانتصارات، وما هو الإعلام المؤثر في زمن الانكسارات والخذلان..! على عَجَل * من يَعد بتحقيق الإنجازات ويفشل يجب أن يرحل دون تردد..! * كفانا فشلاً.. كفانا خذلاناً.. ففي كل بطولة ومنذ آخر إنجاز لمنتخبنا نقول سنعود للواجهة من جديد.. ونعود فعلاً، ولكن بخفي حنين..! * إن خسر المنتخب أو فشل في بطولة ما قالوا منتخب الهلال، وإن فاز اختفت هذه التسمية..! * في السابق.. لا أحد ينتقد المنتخب ولاعبيه إلا بعد نهاية المشاركة، أما في زمن الإعلام المنفلت وزمن الغوغائيين فالانتقاد قبل وأثناء وبعد المشاركة..! * أعيدوا النظر في لائحة الاحتراف، فالاحتراف من أسباب تراجعنا وفشلنا خارجياً..! * منتخبنا بحاجة لإداري قوي الشخصية يستطيع أن يفرض الانضباط على اللاعبين. أخيراً: * لا يمكننا تغيير الماضي، ولكن يمكننا التعلُّم منه لنصنع مستقبلاً أفضل..!