بكيناه نساء ورجالاً، الشعب حزين من شرقه لغربه ومن جنوبه لشماله وعلى مثلك أبا متعب تبكي العيون. ملك الإنسانية عبدالله بن عبدالعزيز من نزلت دموعه لأجل شعبه فبكاه جميع الشعب. خطف القلوب بعفويته الجميلة ببساطة الحديث الذي يخرج من القلب ليصل القلب وبحديثه الرائع الموجه للشعب ومضمونه أنهم في أولويات اهتمامه وبكلمته المشهورة (ما دام أنتم بخير.. أنا بخير). هو من أهدى أحد الأطفال سبحته في ملعب الجوهرة وهو الذي بكى في القصيم على أطفال الشهداء وهو الذي أثناء تجواله في الفيصلية يأكل البطاطس من أحد المطاعم ويذوق من حوله، وهو الذي اصطاد الحمامة في أحد المحافل بعفوية جميلة وطيرها بحنانه هو، العفوية مترجمة بالواقع، هو القلب الطاهر الذي كنا نستشف من كلامه الحرص على توفير أفضل سبل الراحة للمواطن وتكراره التوصيات للوزراء والمسؤولين بهذا الشأن. نعم إنه (فقيد) تكررت تلك الكلمة على مسامعي من النساء الكبيرات في السن ومن الشيوخ. ولكن عندما تبكي الأطفال على ملوك تقف وقفة تأمل قد تطول كيف أن الملك عبدالله استطاع أن ينال من قلوب الأطفال ما نال! الأطفال الذين لايعرفون الكذب ولا النفاق والرياء فالأطفال تتحكم فيهم مشاعر لا تمر على دبلجة أو تتعرض لبرمجة هي المشاعر البريئة التي تترجم ما في القلوب البيضاء الصغيرة، رأيناها في عدة مشاهد تم تداول مقاطع فيديو لهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي يبكون الملك. طفلة لبست الفستان الأبيض وتزينت بالورد كانت تحضر حفل زواج، أتاها خبر وفاة الملك فأخذت تبكي تلك الطفلة بعفوية متناهية ومشاعر بريئة، بكاء متواصل بتنهيدات تعتصر لها القلوب أرهقت صدرها الصغير مرددة عبارات الدعاء والفقد لبابا عبدالله في رسالة تعد من الرسائل الأكثر تأثيراً، لأن حنان الملك وابتسامته وتواضعه للصغير قبل الكبير خطف قلوب الأطفال. بكاء هذه الطفلة وغيرها من الأطفال مشهد لكل أطفال المملكة وغيرهم الذين لم يروا ملكاً في علاقتهم معه إنما رأوا الأب صاحب القلب الكبير. كما أكدت جمعية الأطفال المعوقين في تقرير لها أن الأطفال المعوقين من بين الشرائح افتقاداً للملك عبدالله مشيرةً إلى أن الفقيد كان على مدى سنوات أباً رحيماً وراعياً دؤوباً لقضيتهم واحتياجاتهم. وقد شهدت المملكة العربية السعودية تحت قيادته نقلة متميزة في التعاطي مع قضية الإعاقة وقايةً وتأهيلاً ورعايةً وحقوقاً، حيث حملت السنوات العشر الأخيرة الكثير لأبناء هذه الفئة الغالية، حيث توالت المكرمات والأنظمة والقرارات التي تضمن لهم حياة كريمة ورعاية مستمرة ودعماً متنوعاً. إن خبر وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي تلقاه المجتمع الاسلامي والسعودي لم يخص فئة معينة بل شارك فيه كل شرائح المجتمع بما فيهم الأطفال حزناً وفراقاً على خادم الحرمين الشريفين والذي نزلت محبته في قلوب الجميع.