لو سألني سائل: ماذا تحب أن تقول بمناسبة هذا العهد الجديد؛ عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي جاء بعد وفاة أخيه الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يرحمه الله-. أقول كشاهد عيان عاصر تتابع عهود حكم هذه الأسرة منذ عهد مؤسسها الأول عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، وحتى هذا اليوم الجمعة الثالث من شهر ربيع الثاني من عام 1436ه الموافق الثالث والعشرين من شهر يناير عام 2015م. أجدني أقول بعد كل هذا وباختصار شديد إنني ومنذ ذلك العهد الأول للتأسيس، وحتى هذا اليوم أعيش كواحد من مواطني هذا البلد وعلى امتداد هذه العهود السبعة في أمن وأمان ولله الحمد. لم تخل بالتأكيد هذه الحقب في بداياتها من صعوبات فرضتها مرحلة التأسيس الأولى من اهتزازات المركب أياً كانت متانته طالما أنه كان وما زال في خضم البحر لم يلق مراسيه بعد. أما اليوم ونحن في بداية عهد جديد في زمن يختلف عمَّا قبله، تحيط بنا بلدان تتصارع فيها الأهواء والأحقاد حولنا نحن هدف من أهداف أحقادهم هذه إذا يرى بعضهم أننا نشكل قلعة حصينة أمام تحقيق أهدافهم وأطماعهم، لذلك نراهم يسعون جهدهم لهدمها. فالله أسال أن يكفينا شرورهم ويرد أحقادهم إلى نحورهم وأن يثبت أقدامنا على جادة الحق، وأن يكفينا شر أنفسنا وكيد أعدائنا. لذلك علينا أن نكون أكثر استشعاراً لما يحاك ضدنا في غفلة منا بحيث يضعها هذا دائماً في حالة الدفاع بدلاً من اعتماد مبدأ الوقاية التي هي خير من العلاج الذي غالباً ما يأتي متأخراً، وربما بعد فوات الأوان أحياناً.