لو قرأت ما يكتب عن خروج الهلال الدائم من كأس آسيا لأيقنت أن الهلال يمثل نفسه فقط، بمعنى أن الكرة السعودية لا علاقة لها بفشله خارجيا، وان بقية الفرق ترفع كاس آسيا باستمرار، وحتى والمنتخب السعودي يفشل آسيويا كانت الأطروحات الإعلامية لا تتناول هذا الفشل عطفا على أسباب كثيرة منها التركيز في فشل الهلال وترسيخ فكرة تدليله محليا في ذهنية المشجع الرياضي، ما يعني تبرير فشل بعض الفرق محليا، وإيجاد غطاء أعلامي يستمر باستمرار الفشل الإداري في هذه الفرق!. والحقيقة أن مثل هذه الأطروحات ووجودها ليس بالمشكلة الكبيرة, فأهدافها أصبحت مكشوفة، لكن احتلالها حيز كبير في المشهد الإعلامي الرياضي السعودي يحجب عن المسؤول الكثير من الأطروحات الموضوعية، وتغلق الباب أمام الأصوات العاقلة، فالمسؤول بحاجة للإعلام وهو بالنسبة له كالمرآة ينظر من خلالها ليكتشف عيوب عمله ويجد من خلال ذلك أيضا بيئة نظيفة يستطيع من خلالها خلق حلول عاجلة وسريعة لأي مشكلة تحدث فضلا عن تطوير الأنظمة وإيجاد بيئة احترافية ترفع من القيمة الفنية لرياضة كرة القدم تحديدا!. وللعاقل ولمن يقرأ الواقع بعقل, يمكن اعتبار خروج الاتحاد من آسيا فشلا للكرة السعودية أولا، كما فشل الهلال والشباب والنصر في الموسم الفائت، ويجب من الآن وصاعدا الاّ نحصر خروج أي فريق سعودي فشلا بذاته، وإنما فشلا لكرتنا السعودية. ليفرح من يفرح بخروج الاتحاد، او بفشل الهلال، او بفشل غيرهما من الأندية، فألاهم من كل ذلك لماذا فشلوا؟ وإعادة السؤال مرة واثنتين حتى تأتي الإجابات مختلفة وتصب في مصلحة عامة محورها الذي ترتكز عليه: عودتنا من جديد لزعامة آسيا، وان فشل النادي هو بالضرورة فشل لبعض أنظمتنا ودوائر عملنا في الاتحاد السعودي لكرة القدم.. هذا هو الأهم..فالمنتخب السعودي أصبح يخاف من تايلند، ويقابلها بحسابات مختلفة، وأنديتنا لا تستطيع أن تسير وفقا إمكاناتها، فحتى ثقافة الإياب والذهاب لا تجيدها، كما حدث للاتحاد في مباراتيه الأخيرتين!. ومن الآن وصاعدا يجب الاّ نعود إلى الماضي مع تكرر إخفاقاتنا، كما حدث للاتحاديين وأمانيهم بتكرر سيناريو "الخماسية" ويجب الاّ نصّر على علاج أمراضنا الحاضرة بذكرياتنا الجميلة. على الهامش المهم: * تحولت تصريحات المسؤول إلى شاهد حق بعد ما كان يُشكك في قراراته ويتهم بمحاباة الفريق المنافس.. ما عرفنا لكم؟!. * المؤامرات التي ادعاها بعض الاتحاديين لا تعدو أكثر من إبعاد تهمة فشل الفريق محليا وخارجيا، وهذه الأطروحات ستضر الاتحاد ولا تنفعه!. * نحتاج إلى الهدوء وعدم المكابرة، أقولها لمن ظهر وأكد تحقيق الاتحاد لبطولة آسيا بمجرد تجاوز الفريق الكوري، وإقامة المباراة النهائية في جدة، ف"العميد" مليء بالجراح ولا يوجد في رصيده من الموسم الفائت، سوى ثلاث مباريات حضر فيها بشكل جيد، بدوافع "نفسية" وأمام فريق رئيسه غير راضي عن أداءه فنيا في بعض مبارياته المحلية، ثم أن احترام الآخرين وطموحاتهم هو ما يجب ان يكون.