احتفلت هذا الأسبوع إذاعة (مونت كارلو الدولية) بإطلاق بثها عبر موجات الFM في مسقط، وللمرة الأولى نقلت الإذاعة الفرنسية معظم فقرات (بثها) من العاصمة العُمانية، هذه الخطوة الاحتفالية لم تقم بها (مونت كارلو) في أي بث عربي سابق! صادف الأمر هجمات (شارلي إيبدو)، لتقع الإذاعة في حرج مُتابعة -الحدث الفرنسي والأوروبي الأول- أو الاحتفاء كما كان مُخططاً له بالبث الخليجي الجديد، بحزمة البرامج التي أعلنت عنها مُسبقاً، التي تعد المُشاركة العُمانية فيها نقطة تحول ومكسب للجانبين، الإذاعة تحتاج منصة خليجية جديدة، والعمانيون يرون في الإذاعة منبراً سيقفز بثقافتهم (الغائبة عربياً وخليجياً) للعالمية! في نهاية المطاف، نجحت المحطة في مُتابعة الشأن الفرنسي، دون التأثير على البث الخليجي! برأيي أن العُمانيين استفادوا من الأمر خلال (الأسبوع الأول) على الأقل، مع زيادة المُتابعة العربية على المحطة الدولية، التي كانت ترقب الحدث الفرنسي (أولاً بأول)، بل إن اقتراب الإذاعة من الجمهور العماني تُعد إضافة ثقافية وفكرية ستساعد في التنافس بين القنوات الإذاعية العمانية المحلية، والعربية الأخرى العاملة في السلطنة، والمُستفيد هنا هو (المُستمع في عُمان)، وهذا ما قاله بالضبط (وزير الإعلام العُماني)! بكل تأكيد لا نتفق مع كل ما تبثه (المونت كارلو)، خصوصاً عندما استضافت (عرب شارلي إيبدو) الذين تبرأوا من دينهم باسم -حرية الرأي والتعبير- قائلين إن السُخرية الإعلامية التي تتضمنها أعمالهم في الرسوم المسيئة للنبي (صلى الله عليه وسلم) هي نوع من (الإلحاد) الذي تنتهجه (المجلة الساخرة)! بالمُقابل لا يُمكن تجاهل الحاجة لمثل هذه المُنافسة الإذاعية، مع تدني مستوى موجات الFM السعودية، التي حددت سقف تنافسها الأعلى في (بث الأغاني، والبرامج الشبابية الفارغة)، مع غياب الطرح العميق، أو المُتابعة الإخبارية، أو البرامج الغنية الهادفة! موجاتنا الإذاعية (الخاصة) تُعاني الأمرين، ولا يمكن أن تصنع فكراً، أو تقود ثقافة بطرحها (الهزيل الحالي)، وهو ما يجعلنا نطلب من وزارة الثقافة والإعلام التفكير في (شراكات عالمية) ناطقة بالعربية، لربما رفعت من أداء إذاعاتنا بطريقة أو بأخرى؟! يا معالي الوزير، بمُجرد أن تتنقل (بمذياع سيارتك) بين موجات الFM السعودية، ستستمع (للعجب العُجاب)؟! وعلى دروب الخير نلتقي.