استوقفتي أبيات أحمد شوقي الواردة في زاوية (من رحيق الفصحى) لهذا اليوم وأخذت أتساءل أما زال للشعر نفس الأثر على عقل وعاطفة المرأة أم أن التطور وأسباب العلم والتقنية جعلت المرأة أكثر صلابة وواقعية من ذي قبل أصبحت وأن معرفتها من خلال القراءة والثقافة وقفت سداً منيعاً دون إغراءات الشعراء ومعسول أبياتهم وصورهم البديعة. هناك من يعتبر أن قصيدة الغزل وسيلة من وسائل جذب الرجل للحصول على قناعة المرأة لظنه أو ليقينه أنها تصدق أنها كما يصف، وأن الشعر قلادة يعلقها الشاعر على جيد المرأة لتكون حلية تتباهى بها أمام نفسها أولا وربما أمام صويحباتها، وعلى هذا الاعتبار يرى أن الشعر صياغة لا يجيدها إلا (الجواهرجي) المتمكن من الشعراء وعليه فإن الشعر بضاعة رجل في سوق النساء وإن الشاعرة دخلت على خط الشعر عن طريق الخطأ. أعرف أن الكثير من القراء سيقف متسائلاً ومحللاً وباحثاً بينه وبين نفسه أو مع من يرى أنه يشاطره الرأي بتأييد ما سبق أو معارضته وقد يصل إلى قناعة معينة حول الموضوع ولكن الوحيد القادر على الإجابة الحقيقية هي المرأة ذاتها حول بقاء أثر الشعر عليها من عدمه.