بحضور 88 ألف مراقب 59 منهم يمثلون المرشحين الباجي قائد السبسي والمنصف المرزوقي، فتحت صباح أمس مراكز الاقتراع أبوابها في إطار جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية التي دعي أكثر من 5 ملايين تونسي للمشاركة فيها واختيار رئيسهم الجديد لولاية تمتد على خمس سنوات. إلا أن نسبة الإقبال ظلت ضعيفة كامل صباح أمس في أغلب المراكز، فيما سجل حضور انفار قليلين جداً في البعض الآخر إلى حدود العاشرة من صباح أمس. وكانت وزارتا الداخلية والدفاع أعلنتا أنهما سخرتا ما لا يقل عن 100 ألف عسكري وأمني لضمان حسن سير عمليات الاقتراع داخل البلاد، بعد أن كانت الهيئة المستقلة للانتخابات أكدت أن نسبة إقبال التونسيين المقيمين بالخارج على مراكز التصويت ضعيفة ودون المستوى المأمول حيث تجاوزت 16 بالمائة فقط إلى حدود صباح الأحد، علماً أن عمليات الاقتراع بالخارج انطلقت منذ ليلة الخميس بأستراليا والجمعة بالدول العربية والأوروبية وانتهت ليلة أمس الأحد. ويعزى ضعف الإقبال الى أمرين أساسيين، يتعلق الأول بالأخبار التي أكدتها السلطات الأمنية والعسكرية حول استهداف مجهولين لثلاثة مراكز اقتراع بالشمال والوسط، حيث جرح جندي فيما تمكنت قوات الجيش من القضاء على عنصر إرهابي فجر أمس الأحد والقبض على ثلاثة آخرين كانوا معه، إثر هجوم سجل بأحد المراكز الواقعة بإحدى مدن محافظة القيروان بوسط البلاد، بعد أن جددت مجموعة من المسلحين هجومها على المركز نفسه في الساعات الأولى من الفجر. أما المعطى الثاني الذي جعل التونسيين يترددون في الذهاب الى مراكز الاقتراع، فيتمثل في انتشار خبر تعرض الباجي قائد السبسي زعيم حركة نداء تونس ومرشحها للانتخابات الرئاسية، الى محاولة اغتيال بمنزله الواقع بإحدى الضواحي الراقية للعاصمة تونس، ألا أن السلطات الرسمية سارعت بتكذيب الخبر الذي انتشر كالنار في الهشيم ويتوقع أن يكون له تأثير واضح على حظوظ السبسي في جولة الإعادة على حساب منافسه المنصف المرزوقي الرئيس المنتهية ولايته. وكان عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات نبيل بفون أكد صباح أمس أنّ الهيئة تتوقع أن تكون ساعات ما بعد الظهرحاسمة في اختيار الناخبين لمنصب رئيس الجمهورية، كما كانت حاسمة في ترجيح كفة أحد الأطراف خلال التشريعية وخلال الدور الأول من الرئاسية. وقلل بفون من التداعيات المحتملة لحادث استهداف العسكريين أامام ثلاثة مراكز اقتراع موزعة بين الوسط والشال، حيث أوضح أنّ هذه المسألة لن تؤثر على صيرورة العملية الانتخابية، لافتاً إلى أنّ وقعها في الظرف الذي تشهده البلاد لم يكن ليشغل بال الرأي العام لولا تزامنها مع موعد إجراء الانتخابات الرئاسية في دورها الثاني.. من جهته قال الشيخ راشد الغنوشي لدى مغادرته مركز الاقتراع بإحدى الضواحي الجنوبية للعاصمة تونس حيث أدلى بصوته، بأنه لا خوف على الحريات إذا فاز الباجي قائد السبسي أو منافسه المنصف المرزوقي، مطالباً الفئة الشبابية الى الإقبال بكثافة على المشاركة في هذا الاستحقاق الانتخابي المهم في تاريخ البلاد. وفي السياق نفسه قال المنصف المرزوقي الرئيس المنتهية ولايته والمرشح للدور الثاني من الرئاسية بعد قيامه بواجبه الانتخابي بمدينة سوسة (120 كلم شرق العاصمة تونس) إن الديمقراطية تقتضي القبول بنتائج صندوق الاقتراع مهما كانت بروح رياضية، مشدداً على أنه لا يجب التشكيك في النتائج التي ستعلنها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات. وقال: «كل من يشكك في النتائج لم يفهم بعد معنى الديمقراطية... وفي حال فوزي بالرئاسة فإن الثورة ستتواصل وسأكون الضامن لتطبيق الدستور التونسي وعدم تجاوزه». ويشار إلى أنه وفي إجراء أمني وقائي تم منع الصحفيين من الاقتراب من الباجي قائد السبسي المرشح الثاني للرئاسية لدى إدلائه بصوته حيث كان محاطاً بعدد كبير جداً من أعوان الحراسة على خلفية إشاعة استهدافه من قبل مجموعة مسلحة.