لا يستطيع النجم في أي فن أن يستبقي الجمهور أكثر مما يريد أن يبقى من الوقت، فالجمهور بطبعه لا يخضع إلا لقناعته هو، كم يستحق هذا النجم أو ذاك من المتابعة والتشجيع والمؤازرة والتشجيع والتصفيق، وقد نستطيع أن نغري عدداً قليلاً من الناس بالبقاء في صفوفنا، إما بالإغراء أو التدليس عن غير بعيدي النظر من المشجعين ولكن السواد الأعظم منهم هو الذي يقرر مدة بقائه إلى جانبنا. وقد مر بكل منا عددٌ من نجوم الشعر الذين كان من لا يراهم بعين القارئ لإنتاجهم بعمق، يظن أن جماهيريتهم الطاغية وجماهيرهم ستقف معهم إلى الأبد ليكتشف أن ظنه ليس في محله، إذ لم يستطع إبقاء الجمهور معه إلا المبدع الحقيقي المتجدد الذي لا يغيب الإبداع المتتابع عن نتاجه، حيث يُفاجئ جمهوره بين فترة وأخرى بإبداع لم يتكرر من خلال فكرة مبتكرة أو صورة جديدة أو تناول مختلف لحالة طُرقت أكثر من مرة. أما من يكتشف الجمهور أنه يكرر نفسه وأدواته وصوره، فإنه سيبتعد عنه ويتركه لمن هو أقدر على الإبداع والإمتاع وهكذا الحال في كل فن، فالجمهور لا يبخل على المبدع بحبه ومؤازرته ومتابعته والتعب من أجل الحضور لمشاهدة إبداعه، ولكن حين يخفق ويستمر في الإخفاق فإن الجمهور سينسحب بلا رجعة.