فاصلة: (كلما راودك اأدنى إحساس يدفعك للشعور بالذنب، تخلص بسرعة من هذه القمامة حتى لا تضيع حياتك) - فلاديم زيلاند - أتعجب أحياناً من القدرة الفائقة لدى البعض في اجترار الماضي ولوم أنفسهم على أي قرار تم خلاله؟ هي قدرة عجيبة على تغييب الحاضر، لا أعرف كيف يمكن للإنسان تحمّل تبعاتها مع ضغوط الحياة وازدحام الوقت بالمسؤوليات المختلفة. هؤلاء النوعية من البشر يستمتعون بالبحث في أحداث الماضي ليعتلكوها من جديد.. بالطبع نتيجة لنفسياتهم المتعبة فهم يختارون أحداثاً سلبية وبالتالي يعيشون في مستنقع ملوث بالمشاعر السلبية سواء كانت غضباً أو إحباطاً أو حزناً. لطالما تعجبت وأنا أرى البعض في النقاش يمضون وقتاً طويلاً في الحديث فيما قد انتهى وعفا عليه الزمن ويلومون بعضهم البعض، كثير من هذه النقاشات تدفعني للتأمل إلى أي مدى تضيع أوقاتنا في اجترار الماضي ومحاسبة أنفسنا أو الآخرين!! وهناك بالمقابل نوعية أخرى لا يعنيها الماضي إنما يقلقها المستقبل تقفز إليه وتبدأ في افتراض أسوأ ما يمكن أن يحدث، وكذلك هي تضيع وقتها في قلق المجهول. عَيش الحاضر فن لو استطاع الناس فهمه لعاشوا في سلام؛ فالماضي لن يعود بكل ما فيه والمستقبل في علم الغيب، دورك فقط أن تركّز على أفضل ما تود أن يهبه الله لك فيه أليس من العجب أن نترك الحاضر بكل تفاصيله وننشغل عنه بحزن أو قلق؟! عَيش الحاضر مهارة إن استطعت أن تتعلّمها عرفت معنى أن تعيش تفاصيل حياتك بهدوء وحينها تتطور لدى حواسك الإحساس باللحظة نفسها وبكل ما تصنعه في حياتك. أما أولئك المتشبثون بأستار الماضي أو المتعلقون بأهداب المستقبل فلا عزاء لهم سيظلون يعتلكون أحداث الماضي فلا يستطيعون صناعة حاضرهم، هو اختيارهم ألا يكونوا في عالم ممتلئ بالحياة.