فاز النصر في ديربي العاصمة وواصل تصدره وتفوقه على جاره الهلال لأنه جدير بذلك رغم أنه يعاني فنيا من ثغرات واضحة وبخاصة في الدفاع، لكنه يملك إدارة قوية وحاضرة وناضجة وقريبة من أجواء ومشاكل ومتطلبات الفريق، وبواسطتها تجاوز العثرات وصحح الأخطاء وعوض النقص الفني بعطاء إداري سخي قلب المعادلة الفنية لتزيد من جهد وكفاح وحماس اللاعبين بشكل منحه التفوق على نفسه وإمكاناته قبل أن يتفوق على خصومه ومنافسيه وفي مقدمتهم وأهمهم الهلال.. نصر الأمير الفذ فيصل بن تركي ظهر في الديربي كما في الموسم الماضي بروح الفريق الواحد وبأداء الفريق البطل الذي لا يقبل الانكسار ولا يبحث إلا عن الانتصار، يبهرك شكلا وعطاء وتناغما، لا تملك معه إلا أن تحترمه وتثمن لرئيسه جهده وإنفاقه وإخلاصه وقوة انتمائه وتحمله وحده أعباء ومسئوليات ميزانيات فريق بطل وليس مجرد تكملة عدد كما كان النصر قبل قدوم الرئيس الذهبي ووجه السعد كحيلان.. هلال الآلام والتجريح! في المقابل وعلى العكس تماما من النصر نجد أن الهلال في الديربي كما في المواسم الثلاثة الأخيرة أصبح تائها يتخبط إداريا يفتقد للعقول التي تخطط وتفكر له بطريقة إيجابية وتعمل للارتقاء به وبطموحات جماهيره التي اعتادت منه حصد البطولات وليس المزيد من الخيبات، هلال اليوم يدار(عن بعد) وبأياد متعددة وأفكار متضاربة وأهداف هي للمصالح والقناعات الشخصية أقرب منها لفائدة الهلال حاضره ومستقبله.. إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد وحدها تتحمل تراجع الفريق وضياع هويته، عزلت نفسها عن واقع وهموم الفريق،غياب متكرر وإهمال فاضح أنتج ضعفها في الدفاع عن حقوق النادي في لجان اتحاد الكرة وفيما يطرح في بعض وسائل الإعلام من تجاوزات وافتراءات ضد الهلال الكيان والنجوم والإنجازات والتاريخ، وكذلك في متابعة الفريق ومحاسبة المقصرين وتحفيز الصاعدين وتثمين المتميزين، والأخطر والأسوأ من هذا أنها سمحت لأول مرة في تاريخ الهلال بتدخل أعضاء الشرف في صياغة واتخاذ قرارتها المصيرية وتحديدا الفنية منها، الأمر الذي ساهم في ازدواجية أسلوب إدارته وتناقض وفوضوية قراراته واختراقه إعلاميا من أطراف معروفة بعدائها وتآمرها على كل ما هو هلالي.. هلال الزعامة والمجد والألقاب لن يعود بالأماني والأحلام وباختلاق المبرارات المحبطة والأعذار الواهية، وإنما بتنقية الأجواء وتنظيف النادي من المستنفعين والباحثين عن الشهرة ببلاش والأضواء بالضجيج الفارغ، يعود بالمكاشفة وبالاعتراف بأخطاء الكبار قبل الصغار، باحترام تاريخه ومنجزاته ونجومه ورجالاته وطموح جماهيره بالعمل الجاد وباختيار الكوادر الإدارية المؤهلة فكرا وثقافة وتمرسا، والقادرة على أن تكون بمستوى وحجم وقيمة وشعبية نادي القرن الآسيوي وزعيم الأندية السعودية.. الأهلي بطل بشرط ! قدم الأهلي نفسه هذا الموسم كفريق متكامل لافت ومتميز جعل الكثيرين يراهنون على أنه الأوفر حظاً والأكثر استحقاقا لنيل بطولة الدوري، نتيجة التحركات الإدارية الإيجابية والدعم الشرفي السخي من الرمز الكبير مقاما وخلقا وقدرا وعطاء الأمير خالد بن عبدالله، إضافة إلى الاختيار الموفق للمدرب السويسري البارع كريستيان جروس والمهاجم الماهر السوري عمر السومة، الأهم من هذا وجود جمهور أهلاوي عاشق وفاعل بحضوره المبهر وتفاعله المؤثر، لكن يبقى السؤال المحير الذي ظلت تردده الجماهير السعودية قبل الأهلاوية: هل سيتمكن هذا الموسم وبعد غياب طويل امتد لأكثر من 32 عاما من إحراز بطولة الدوري، أم يعود لتكرار إخفاقه الموسمي؟.. أي رياضي منصف سيجد أن الأهلي هو الأجدر والأقرب من الفرق الأخرى لتحقيق الدوري، وكل المعطيات والمؤشرات والقراءات الفنية تميل لمصلحته، لكن هذه وحدها لا تكفي فهنالك منافسون يبحثون عن الهدف نفسه ولديهم الطموحات والإمكانات التي تجعل من المنافسة على بطولة دوري جميل هذا الموسم شرسة ومتقاربة والحظوظ بينهم شبه متساوية، وهذا بالطبع في حالة استمرار النصر والشباب والهلال في المنافسة حتى الجولات الأخيرة من الدوري، وإن كنت شخصيا أرى وأتوقع أن فرصة الأهلي في نيل اللقب الحلم تبدو مواتية.. أمام هذا الزخم من عوامل وأسباب تفوق الاهلي تبرز معضلة وحيدة لكنها مدمرة ومحبطة، وهي نفسها التي عرقلت الفريق ومنعته في أكثر من موسم من احراز لقب الدوري، واعني بذلك التأثير السلبي لعدد من المحسوبين عليه اعلاميا، فهم لا يدعمون مسيريه ولاعبيه وجماهيره في تهيئة الأجواء الإعلامية المساعدة التي تحفظ للفريق حقوقه وتساهم في تألقه واستقراره بقدر اهتمامهم بإقحام الأهلي في صخب صراعات وحمى ملاسنات هو في غنى عنها وليس معنياً بها، لاحظوا كيف يؤزمون أنفسهم وجماهير الأهلي في قضايا وخلافات بين الهلال الرابع وأندية أخرى كما حدث أمام التعاون، بينما يمارسون الصمت بل والدفاع عن أخطاء منافسهم على الصدارة النصر، ما يعني أن هدفهم ليس مصلحة الأهلي وإنما تشويه صورة الهلال. من الآخر * أخطاء الحكم التشيكي في الديربي لا تلغي أحقية النصر في الفوز مثلما أنها لا تبرر للهلال إخفاقه.. * الفرق بين الحكم الأجنبي والسعودي أن اخطاء الأول مقبولة وجزء من اللعبة بينما الأخير تنقلب إلى كوارث .. * لم تعد آلية الاستعانة بالحكام الأجانب بنفس انضباطية وحسن اختيار حكام المواسم الأولى بعد إقراره.. * هلال ريجي باختصار: يخسر يتعادل وإن فاز فاز بشق الانفس..! * ما قام به عضو الجمعية العمومية في اتحاد الكرة والمراسل المنفلت في لقاء الديربي يثبت من جديد أن وسطنا الرياضي تحول إلى مرتع للرعاع وقليلي الأدب.. * المصيبة أن هؤلاء هم الضيوف الدائمين والمفضلين لدى بعض البرامج الرياضية التي تدعي أنها تحارب التعصب..