هناك سؤال يتكرر طرحه كثيراً من خلال الأوساط الاجتماعية عن أسباب عدم الحرص والاهتمام بالتقيد والالتزام بتطبيق أنظمة ولوائح المرور لدينا المعمول بها من أجل السلامة المرورية من أغلب شرائح المجتمع التي شُرّعت لفرض النظام وتطبيقه في المملكة ما هي الأسباب؟ هل أنظمتنا المرورية أصبحت قديمة وبلا فاعلية وتحتاج إلى إعادة تحديث، أو أن الخلل يكمن في المرور نفسه بعدم القيام بتطبيق أنظمته كما ينبغي بالشكل الصحيح والمطلوب؟ للأسف الشديد أصبح أكثر المخالفات التي تمارس في العاصمة الرياض بشكل يومي بلا حسيب ولا رقيب لا تخفى على أنظار الجميع، أبطالها هم من المستهترين بتلك الأنظمة والقوانين واللوائح المرورية لا يولونها أي اهتمام ولا يلقون لها أي بال.. لماذا لا يهتمون لأنهم يعملون جيداً بضعفها وكيفية تطبيقها، أيضاً التهاون من المرور في عدم تطبيق العقوبات التي شرّعها ولم تطبق بمضمونها فعلياً إلا على استحياء لتردع مثل هؤلاء المخالفين والمستهترين بالأرواح البشرية وبالأنظمة المرورية في آن واحد وبالطريقة الصحيحة، فبالتأكيد هناك خلل موجود بالأنظمة المرورية المعمول بها أو في عدم تطبيقها نلمسه على أرض ينبغي معالجته وإصلاحه بالطريقة المناسبة، لأنه من الطبيعي جداً أن يحدث هذا الوضع من الانفلات من المخالفات المتعددة في شوارعنا في ظل التراخي المروري في تطبيق العقوبات، بالتأكيد ستعم الفوضى وسيصبح المشهد العام شيئا مألوفا لكل مستهتر بالنظام، فينشأ معه جيل غير معتاد على الانضباط بتطبيق النظام، وهنا الطامة بأن تصبح ظاهرة في المستقبل تلقي بظلالها السلبي، فعلى سبيل المثال فقط لا الحصر لغياب دور المرور والتأكيد بوجود الخلل، نرى عدم التزام سيارات الخدمات العامة والنقليات الكبيرة الأخرى بالأوقات التي تم تحديدها لهم من قبل المرور وتحركها في الأوقات غير المصرح لهم فيها في أوقات الذروة بشكل غير لائق ومربك لحركة السير يومياً في أغلب الطرق والمخارج بحرية تامة، ضاربين بالتعليمات عرض الحائط لأن المرور بعيد عنهم كل البعد، فهو أيضاً لا يبالي ويغض الطرف عن هؤلاء المخالفين بتجاوزهم الخطوط الحمراء للأنظمة المرورية كما يحلو لهم، تجاوزات كثيرة أين المرور عن إيقافها. المواطن يعاني كثيراً ويتساءل ما هو دور المرور؟ هل هو متمثل فقط في إجادة التمويه والتنويع لنظام ساهر! (وأين غياب المسؤول عن تلك المشاهد)؟.. نريد إجابة واضحة بدل الصمت بلا فائدة، فالكثير من الأماكن في الرياض تشهد ازدحاما وتشهد حوادث خصوصاً غرب وجنوب الرياض لا يباشرها المرور إلا في أوقات متأخرة جداً. لماذا الكثير من المخالفات تمارس في شوارعنا وأمام أنظارنا يومياً ولا نستطيع الحد منها وإيجاد الحلول لها؟ ما هي الأسباب والمبررات في نظر المرور؟ الكثير من الأمور تحتاج إلى إعادة نظر. أيضاً دور التوعية المرورية مغيّب وهو من الأدوار الضرورية والحيوية الذي افتقدناه ونحن في أمالحاجة إلى هذا الدور الفعّال، نأمل عودة تلك الحملات التوعوية وتوسيع نطاقها على المدارس والميادين العامة والقنوات الرسمية بشكل إيجابي وفعّال.