انتشرت في الآونة الأخيرة بين فئة من الشباب ممارسة لعبة خطرة، حيث يغامر الشاب بروحِه التي يحيا بها وأطرافِه التي يتحرك بها وحواسِّه التي يشعر بها، ويا حبذا يتوقف إلى هذا الحد من الخسارة،، بل يأتي التعدي على الآخرين بإتلاف أرواحهم وترويعهم في طرقاتهم، وكم من ضحايا تضرروا من هذه اللعبة الخطرة! تلك اللعبة المسماة «التفحيط» باتت مدخلاً لجرائم عدة كالسرقات والمخدرات، حيث ينتقل الشاب من هاوٍ للتفحيط إلى مجرم ومطلوب لقضايا أخرى، فهذه الهواية ساقته للانحراف بالتدرج. ولم يقتصر الضرر على الهاوي لهذه اللعبة فقط، بل لازمت المعاناة آباءهم وأمهاتهم وأفراد أسرتهم بسبب كونه مطلوباً للجهات الأمنية لتعريضه أرواح أخرى للخطر إلى جانب انتهاك الأنظمة في الدولة. نحن اليوم أمام قضية تحتاج لحل وواجب التصدي لها من خلال الجهات المعنية، عبر برامج توعوية وتثقيفية للشباب في هذا الخصوص بموازاة تطبق الأنظمة وردع المتهورين وتغليظ العقوبات، وصولاً لنتائج جيدة في محاربة هذه الظاهرة المسمومة. القضية هنا ليست أمنية أو تقصيرا من الجهات الأمنية، بل هي قضية اجتماعية وأسرية وإعلامية، وإذا أراد المجتمع أن يتصدى لها فلا بد من رفع الوعي بين الشباب وكذلك المراقبة الدائمة من أولياء الأمور لأبنائهم تجاه تصرفاتهم، حتى يمكن الحد منها والإمساك بزمام الأمور منذ البداية. وليس معنى هذا أن رجال الأمن لا يملكون أي دور فعال بل العكس وجب التضييق على الهواة والممارسين لها مع المراقبة والمرور على الأماكن التي قد تكون ميداناً للتفحيط، وتشديد العقوبة القانونية عليهم. أما بهذا التصرف الحاصل بالمجتمع الحالي فلن يتم القضاء على هذه الظاهرة إلا بإدراك حقيقي لخطرها من واقع ميداني وأسري واجتماعي ووطني تجاه هذه الظاهرة الخطرة.