الموت سنة الباري في خلقه. يقول جل وعلا {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}. فالمنية إن دنت من المخلوق فلا راد لها. وكما يقال: إذا نزل القضاء ضاق الفضاء. والموت كأس بين الناس يدور، فمن وقف عنده أخذه ونقله من دنيا الفناء لحياة البرزخ حيث الحساب والجزاء. يقول الشاعر: (وكل أناس سوف تدخل بينهم دويهية تصفر منها الأنامل). في الخميس السادس من شهر صفر لهذا العام رحل عنا واحد من خيرة شباب ملهم. إنه الشاب أحمد بن نواف بن دويلان المطيري نتيجة تعرضه لحادث سير. منذ عرفته طالباً في المرحلة الثانوية وهو يتصف بالهدوء والخلق الرفيع واحترام الآخرين، علاوة على أنه كان ابناً باراً بوالديه رفيقاً بأفراد أسرته وكل من عرفه، بشوشاً تعلو محياه ابتسامة الرضا. فإن رحلت يا أحمد عنا فذكرك باقٍ في أذهاننا وأفئدتنا، وإن غيب قبرك جسدك الطاهر فذكراك في جوانحنا تذكرنا ببقاء نور الشمس بعد مغيبها. يقول الشاعر: تولى أبقى بيننا طيب ذكره كباقي ضياء الشمس حين تغيب مهما كتبت وحبرت من مشاعر الحزن لفقدك فلن تفيك حقك، لكنني أهرع للدعاء لك بأن يغفر الله لك ويرحمك، أن يبدلك داراً خيراً من دارك، وأهلاً خيراً من أهلك، في صحبة الصالحين والصديقين والشهداء، وحسن أولئك رفيقاً. وبقي أن أتقدم بأحر التعازي لوالدك ووالدتك وإخوتك، وأن ينزل عليهم الصبر والسلوان. وإنا على فقدك يا أحمد لمحزونون.