في كل يوم ينضم لركب الراحلين فقيد ملأ الحزن قلوب محبيه من أبناء وبنات وزوجة وأخت وأخ، تاركاً هذه الدنيا الفانية وحل في رمسه بجوار من سبقوه وهذه سنّة الله في خلقه، يقول الله عز وجل {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ}، ففي يوم الأحد الموافق 7-1-1435ه، انتقل والدي إلى رحمة الله تعالى قبيل صلاة الفجر، وقد صلى عليه جمع كبير في مسقط رأسه وأجداده وأهله بحوطة بني تميم ودفن بها، فالموت يهدم اللذات ويفرق الجماعات يقول الشاعر: تولى وأبقى بيننا طيب ذكره كباقي ضياء الشمس حين تغيب فخبر وفاته - رحمه الله - أثر وعكة صحية مفاجئة، وقع على كل من له به قرابة ومعرفة مثل الصاعقة، فقد عُرف عنه الخير وكرم السجايا وطيب الخصال، فكانت الابتسامة لا تفارقه أبداً، كما كان طلق المحيا، فكان - رحمه الله - يحب صلة الأرحام مع أقاربه وأبنائه، فقد كان رحمه الله تعالى مؤذناً لمسجد قصر بن حسن منذ ما يقارب عشرين عاماً، فقد كان يخرج للأذان قبل أن يحين أذان الوقت ويجلس بالمسجد حتى يحين وقت الأذان .. يقول الشاعر: لعمرك ما الرزية فقد مالٍ ولا شاة تموت ولا بعيرُ ولكن الرزية فقدُ شيخٍ يحزن لموته خلقٌ كثير فهلت عليه العبرات وسالت الدمعات، مات الحبيب الوالد الغالي، مات صاحب الصوت الشجي، بكى المسجد الذي كان يؤذن فيه برحيله، فلله درك يا أبا عبد الرحمن، تبكي العصا على من كان يمسكها وتبكي الطرقات التي يمشي فيها يسبّح ويهلّل ويكبّر حتى يصل المسجد، رحل عنا وتركنا وبكيناه صغاراً وكباراً ونساء ورجالاً، رحمك الله يا والدي وأسكنك فسيح جناته وجمعنا بك في مستقر رحمته، فالقلب يحزن والعين لتدمع وإنا لفراقك يا أبي لمحزونون. الله يغفر لراعي الطيب ويبيحه ويجعل جنات الخلد بيته وداره ويالله عسى روحه بقبره مستريحه وعسى النبي في جنة الخلد جاره نفوسنا في غيبتك يا هي جريحه حتى المسجد والأهل وكل الحاره ومأذنة مسجدك يا هي حزينه تبكي فراقك وصوتك العذب بمراره وفي الختام لا نقول إلاّ ما يرضي ربنا {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.