لا أخفيكم سراً أنه تنتابني حالة من الضحك كلما دخلت موقع تداول ووجدت اسم الشركة السعودية للاتصالات المتكاملة «المتكاملة» لا تزال ضمن قائمة الشركات المدرجة في السوق المالية السعودية (على الأقل من المنظور الرسمي) وفي واقع الأمر فإن وجودها حتى الآن ضمن قائمة الشركات المدرجة هو دليل واضح على البيروقراطية التي تعاني منها «أحياناً» هيئة السوق المالية وشركة تداول مع كامل الاحترام لمسؤوليهم بعيداً عن المجاملات، والمؤلم أن هذا يحدث بينما نحن نقترب كثيراً من فتح السوق أمام المؤسسات المالية الأجنبية. وحتى نفهم حجم المشكلة جيداً فيجب أن نتفق جميعاً على أن تكون الشركة قائمة فعلياً حتى تكون مدرجة في أي سوق مالية، وعلى هذا فإن هناك أمراً سامياً كريماً صدر في مايو من عام 2013م (أي قبل سنة ونصف السنة) يقضي بإلغاء الموافقة على ترخيص الشركة المتكاملة إضافة إلى تولي لجنة مشكلة من وزارة التجارة والصناعة وهيئة السوق المالية وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات إنهاء إجراءات «تصفية الشركة» وفقاً للآلية التي تضعها اللجنة على أن تُنهي اللجنة أعمالها بشكل عاجل في مدة لا تتجاوز ستة أشهر، مما يدل على إقرار «تصفية الشركة» تم منذ ذلك التاريخ وبالتالي انقضاء وجودها رسمياً. في نفس السياق، بعد ذلك صدر أمر ملكي كريم في أبريل من هذا العام 2014م (أي قبل سبعة أشهر) يقضي بتعويض المساهمين من غير المؤسسين في الشركة بمبلغ 30 ريالا للسهم الواحد على أن تحل وزارة المالية محلهم في نصيبهم في «التصفية»، وهذا تأكيد رسمي آخر على أن الشركة في طور «التصفية» رسمياً كما جاء في «الأمر الملكي الكريم» الذي يسمو فوق جميع الأنظمة واللوائح المعمول بها في المملكة وبالتالي يضع أكثر من علامة استفهام على عدم إسقاط إدراج شركة لم يعد لها وجود أو نشاط من السوق المالية السعودية حتى الآن!!! والأهم ماذا ينتظرون بعد كل ذلك؟ وحتى لو افترضنا جدلاً أن الشركة لا تزال موجودة وأن اللجنة المسؤولة عن التصفية لم تنته من أعمالها حتى الآن، فقواعد التسجيل والإدراج الخاصة بالسوق المالية السعودية وتحديدًا المادّة الخامسة والثلاثين المعنية بصلاحية تعليق الإدراج أو إلغائه تتحدث وبوضوح أنه في حال استمرار تعليق التداول مدة ستة أشهر من دون أن يتخذ المصدر أيّ إجراءات مناسبة لاستئناف التداول جاز للهيئة إلغاء الإدراج بينما ندرك جميعاً أن سهم الشركة معلق من التداول منذ أكثر من ستة أشهر!! والتفسير الوحيد لدي هو أن مسؤولي الهيئة أو تداول قد يتوقعون إعادة السهم للتداول في أي وقت مستقبلاً والله أعلم!