حالة من الغليان يعيشها أنصار الفريق الأزرق بعد أن تم تعبئته وشحنة لضرب بعضه بعضا نتيجة ترسبات سابقة طغت الأهواء عليها ففتكت بوحدة الهلاليين وهزت الثقة المتبادلة بينهم.. فشرخ الأمس، أصبح اليوم فجوة كبيرة اتسعت معها رقعة الاختلاف وحضر الخلاف العمد بعدته وعتاده!. ما يحدث من انقسام في الصف الهلالي على المستوى الإعلامي والجماهيري أمر دخيل على المنظومة الزرقاء، والتي لم تسمح يوماً ما لكائن من كان أن يخترقه، فكم هو مؤلم أن يتمنى الهلالي هزيمة الهلال للتشفي، وكم هو محزن أن يستغل الهلالي المواقف للتقليل من أحد رموز وأساطير الهلال!!.. وحق علي أن اتساءل في هذا الوقت والمكان عن حكمة رجال الهلال الغائبة؟! فهي ضالة الموقف. الهلال خط أحمر وكذلك رموزه ورجاله ونجومه وأساطيره.. ومن يحاول أو يتجرأ أو حتى يفكر بالتقليل منهم بأي طريقة كانت وبأي سبب كان لا يؤخذ منه حق ولا باطل لأن هلاليته ناقصة كنقص العقل الذي يفكر به من هذه الزاوية الضيقة وبهذا الشكل المرفوض. بدون أدنى شك إن من يتحمل وزر هذا الانقسام هم أعضاء الإدارة وأعضاء الشرف المؤثرون الذين لم يدركوا خطر هذا الأمر في الحاضر والمستقبل على الهلال، ومن أجل الهلال أعيد تساؤلي مرة أخرى لعل وعسى: يا رجال الهلال أليس من بينكم رجل حكيم، رشيد، يبادر برأب الصدع وتصفية النفوس والتماسك مجدداً من أجل الهلال. للهلاليين كافة امنحوا انفسكم مساحة من المنطق وبناء الرأي الواقعي، بعيداً عن جلد الذات، وبعيداً عن المقارنات واقتناص الزلات، وبعيداً عن انتصار الرأي على حساب الهلال، الهلال الذي غابت ملامحه، وشهبت صورته الزاهية بسبب إفرازات عاشق عاطفي وتصرف مسؤول مُستفز وهرطقات إعلام متناقض. ما يتعرض له فريق الهلال من انحدار في المستوى وتذبذب في النتائج ونزيف في النقاط مؤشر خطر لا يبعث الطمأنينة في صناعة هلال لا يشق له غبار كما توقعنا وتمنينا وتأملنا.. وما يعيشه الجمهور الهلالي من حالة غضب أمر طبيعي جداً كونه يرفض الخنوق بكبرياء تشربه من عشق وحب الهلال، الهلال الذي يعلو بشموخ في سماء المنصات ومراكز المقدمة ولا يقبل بغير ذلك.. أتفهم هذا الغضب الجماهيري الذي يرفض أن يسير وفق قاعدة لعبة كرة القدم المليئة بالأحداث والمفاجآت والذي يأتي ضمن قواميسها وتفاصيلها وقواعدها ( الفوز والخسارة والعلو والانكسار).. ولن أبالغ بوصف هذا بأنه سر من أسرار الزعامة الراسخة. ونقد المحب والعاشق يجب احتواؤه والأخذ بجديته وليس بمنعه ودحره وكأن النقد أصبح جريمة عظيمة وذنبا لا يغتفر! علة الهلال الحقيقية تتمثل في غياب الضبط الإداري وغياب الإيقاع الفني وغياب التناغم الجماهيري والإعلامي، ولن أعرج لتفنيد الأسباب التي قد تختلف معطياتها من رأي لآخر متى ما دخلت في إطار الضبط والواقعية بعيداً عن أعاصير العاطفة المتقلبة بين حين وآخر، لذلك لن أركب صاج العاطفيين، ولن أمسك سوط المتصيدين فالهلال يحتاج للمخلصين الذين يحسون بما يحس به ويتألمون بما يؤلمه ويأخذون بيده لبر الأمان من قلب العاصفة، بعيداً عن تكريس مفهوم الأنانية الذي يتلمس احتياجات اصحاب المصالح وعشاق الأسماء على حساب مصلحة الهلال وسمعته ومكانته التي أصبحت في مهب الريح على مرأى ومسمع أصحاب القرار في وسط رياضي شرس يلفظ الطيبين الذين يتنازلون عن حقوقهم ويتوارون في الدفاع عنها. سيظهر الهلال مجدداً ليكتمل بدراً، متى ما كانت هناك وقفة صادقة، الأفعال فيها تسبق الأقوال، بعيداً عن تمييع الأخطاء وتبسيطها ثم رقعها! بعيداً عن المكابرة والمراهنات الخاسرة والمسكنات المؤقتة. ليس هناك أفضل من هذا الوقت لالتفاف الهلاليين جميعهم على قلب رجال، وليس هناك أنسب من هذا الوقت لتصحيح الوضع الفني قبل فترة الانتقالات الشتوية.