قرأت لديكم في الصحيفة خبرا عن إعلان المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة عن وصول الوحدة الرابعة بمشروع إنشاء محطة التحلية والطاقة الكهربائية «ينبع المرحلة الثالثة»، التي تعد من أكبر وأضخم وحدة تحلية مياه في العالم، وهذه الوحدة هي الرابعة من أصل 6 وحدات أخرى تم تصنيع 4 منها في مصانع شركة دوسان العالمية، والوحدتان الأخريان سيتم تصنيعهما في المملكة، وهي تعمل بتقنية التبخير الوميضي (MSF)، وتزن الوحدة 4337 طن، وبطول 135م وعرض 26م، وتبلغ الطاقة الإنتاجية للوحدة الواحدة 94 ألف متر مكعب يومياً، على أن تصل الطاقة الإنتاجية عند اكتمال المشروع إلى 550 ألف متر مكعب يومياً لتغطية الحاجة المتزايدة من المياه المحلاة خلال السنوات القادمة لمنطقة المدينةالمنورة. وعلى الرغم من سعادتنا واستبشارنا بخطوات المملكة المتلاحقة لتوفير احتياجاتنا المتزايدة من مياه الشرب، إلا أن من المؤسف هذه الأرقام الصادمة عن استهلاكنا الزائد للمياه إلى حد يمكن وصفه بغير المسؤول. على الرغم من مساعي وزارة المياه والكهرباء لترشيد الاستخدام بالنسبة للاستهلاك المنزلي، وقيامها بتوزيع أدوات وحقائب الترشيد مجاناً على أكثر من 3 ملايين منزل وبعد انتهاء هذه المرحلة، بدأت الوزارة تعطيها لمن يطلبها، لأنها توفر 40% من الاستهلاك، دون أن يكون لذلك أي تأثير على استمتاع المستهلك بالمياه وفق تعبير الوزارة. وقد كشف تقرير لوزارة المياه والكهرباء عن ارتفاع معدل استهلاك الفرد للمياه في بعض مدن المملكة إلى 380 لترا في اليوم مقارنة ب 160 180 لترا في المتوسط بمختلف دول العالم. وقدر التقرير حجم الاستهلاك في الرياض للفرد ب 311 لترا وفي مكة 246 لترا والشرقية 380 لترا والمدينة 225 لترا والقصيم 249 لترا وتبوك 311 لترا والحدود الشمالية 167 لترا والباحة 113 لترا. ووفقا للتقرير فإن الرياض تسهلك 30 في المئة من مياه التحلية، ومنطقة مكة 24في المئة، والشرقية 21 في المئة، والقصيم 6 في المئة، والمدينةالمنورة 4 في المئة. وأشار التقرير الذي أصدرته الوزارة إلى ارتفاع الاستهلاك اليومي من التحلية إلى 7.5 مليون م3 فيما منطقة الرياض تستهلك يوميا حوالي 2.3 مليون م3 تليها منطقة مكة بحوالي 1.8 مليون م 3 والشرقية 1.6 مليون م3 والمدينةالمنورة 664 ألف م 3 والقصيم 335 ألف م 3 وتبوك 296 ألف م3 وعسير 222ألف م3 والجوف 118 ألف م3 والحدود الشمالية حوالي 157 ألف م 3 والباحة 57 ألف م3 ونجران 37 ألف م3 . وأشار التقرير إلى أن المملكة تنتج حوالي 70 في المئة من المياه المحلاه في العالم من حوالي 25 محطة، أي أربعة أضعاف كميات المياه التي تنتجها دول الخليج. كما أظهرت دراسة أخرى لوزارة المياه و الكهرباء أن 86 في المئة، من السعوديين لا يعلمون أن هناك شحّاً في مصادر المياه في المملكة، وأن 82 في المئة، من السكان لا يطبقون أي إجراءات من شأنها توفير المياه، كما أظهرت الدراسة أن 99 في المئة، لا يعرفون كلفة تحلية المياه. فعلى الرغم من روعة الإنجاز إلا أنه لا يقلل من حجم هذه الإحصاءات الصادمة عن سوء تقديرنا لحاجة بلادنا إلى كل قطرة ماء.