قامت مسابقة لوحة وقصيدة في سوق عكاظ في العام الثاني من انطلاقته والتي كانت قبل قرابة الثمانية أعوام على المزاوجة بين اللفظي والبصري في فكرة واستيحاء موضوع العمل التشكيلي من قصيدة شعرية، وبقراءة في مجمل الدورات السبع لمسابقة لوحة وقصيدة نجد أن هذه المزاوجة قامت على مستويات عدة وبنوع من التراسل بين جنسين من أجناس الفنون لفظي يتمثل في القصيدة وبصري يتمثل في العمل التشكيلي، وقد تباين تعاطي الفنانين بين اللفظي والبصري سواء في الأعمال التي شاركت أو التي فازت بجوائز المسابقة منذ نشأتها وحتى الآن، فمنهم من تمكن من قراءة الدلالات السينمائية للقصيدة التي بنى عليها عمله وترجمها بمستوى عالٍ من الإحساس والتمكن يوازي إحساس الشاعر في القصيدة فكانت بنية العمل البصرية موازية لبنية القصيدة اللفظية وهو قمة التمكن التي وصلت له أعمال محدودة من التي شاركت في المسابقة لأن مثل هذا التعاطي بين القصيدة والعمل التشكيلي يتطلب تمكن وقدرة لغوية وثقافية عميقة من الفنان إضافة لقدرته التشكيلية العالية، وهناك أعمال قدمت قراءة بصرية موازية للقراءة اللفظية في القصيدة وكان النص البصري موازيًا وقارئًا للنص الشعري وهو مستوى جيد من القراءة والتوازي في النصوص وصلت له أعمال عدد كبير من الفنانين المشاركين في المسابقة، وكما قُدمت أعمال تشكيلية كان التعاطي فيها مع القصيدة سطحيًا ومباشرًا فما يكاد يجد الفنان قصيدة فيها خيل أو ليل إلا ورسمها في عمله بشكل مباشر وسطحي أو بكتابة مباشرة لأبيات القصيدة وبشكل مدرسي في العمل التشكيلي باقحام وغير تجانس وهذه النوع من الأعمال رغم إساءته لفهم فكرة المسابقة إلا أنه أقل إساءة ممن شارك بأعمال من إنتاجه السابق وبحث عن قصيدة تناسب العمل دونما أي إحساس أو حتى قراءة لمفردات القصيدة. أما لجان التحكيم -(التي اقتصرت على فنانين تشكيليين أو أكاديميين متخصصين في الفنون سعوديين أو عرب مقيمين في السعودية)- فتباين التحكيم بين لجان اعتمدت على تحقق التراسل بين العمل التشكيلي والشعري بشكل كبير واهتمت بقراءة القصيدة ومدى تحققها في العمل التشكيلي، وبين لجان اهتمت بالمنجز البصري على حساب إهمال القصيدة ولعل ذلك ما يستدعي وجود ناقد أدبي أو شاعر في لجان التحكيم المقبلة، وبالرغم من المنهجية والمرحلية في عملية تحكيم مسابقة لوحة وقصيدة بداية من عرض الأعمال المشاركة والقصائد بأرقام دون أسماء وصولاً إلى إصدار الحكم وترتيب النتائج النابعة من لجنة التحكيم بنسبة 100 % دون أي إملاءات أو تدخل في أي مرحلة من التحكيم، إلا أن ردة الفعل المبالغ فيها من بعض الفنانين المشاركين وغير المشاركين ضد المسابقة - رغم الشفافية والوضوح بالنسبة لغيرها من المسابقات المحلية - يعطي مؤشراً لمستوى النضوج والتميز والأهمية التي وصلت إليه المسابقة.