قضيت مدة طويلة من الزمن وأنا أتساءل كغيري من الناس كلما سمعت عبارة وصف اليمن «باليمن السعيد» - مع ما يعانيه هذا البلد الشقيق من فقر وعدم استقرار أمني وقلة ذات اليد وحروب أهلية وإرهاب المجموعات الحوثية والداعشية، وغيرها من العصابات التي اتخذت من اليمن أرضاً لاستعراض قوّتها. وبعد بحث وتنقيب وجدت الإجابة وصرخت بأعلى صوتي مستخدماً كلمة مكتشف الجاذبية (إسحاق نيوتن) -...وجدتها... وجدتها... أثناء اطلاعي على كتاب قديم كتبه أحد المؤرِّخين اليمنيين، حيث يوضح الكتاب: «أن هذا اللقب (يقصد اليمن السعيد) - أطلقه القائد الأسكندر المقدوني لأنه فشل وعجز ويئس من غزوها, وكان الرومان يسمونها (العربية السعيدة) - وكذا أسماها (فون هافن) المؤرِّخ العالمي في رسائله بالفرنسية, ويقول «كوركيل هانسن»: «كل شيء حتى ذلك الوقت كان يدل على أن أرض اليمن تهاون الكثيرون في اكتشافها لأول مرة في تاريخها هي حقاً (أرض السعادة على وجه الأرض)». لقد تجاوزت صنعاء عاصمة اليمن السعيد كل توقعاتهم. فصنعاء حقاً بجانب عدن - وأب - ويافع وبقية المدن اليمنية تتمتع بأجواء مريحة وصحية جعلتها بالفعل «جنة الدنيا على الأرض وأكثر من ذلك». ويقال إن اليمن سميت بالسعيد لأنها كانت ولا زالت البلد الغني الوحيد، وهي بجانب هذه السعادة هي أرض الأحلام والآمال والطموحات والشعر والأدب والرومانسية والحضارة والتراث والتاريخ المجيد. تمنياتنا لأبناء اليمن السعيد أن يعيدوا هذه السعادة إلى بلادهم بنبذ ومحاربة الإرهاب والتطرف والتفرغ لإعادة أمجاد اليمن السعيد بالاستقرار والأمن والأمان .... آمين يا رب العالمين.