وصف أمين عام حركة النهضة التونسية رئيس الوزراء التونسي السابق على العريض الانتخابات التشريعية التي أجريت في بلاده مؤخراً بأنها كانت بمثابة إعصار، وأقر بأن قواعد الحركة اختارت المنصف المرزوقي في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية. وقال في حوار مع صحيفة «المصري اليوم» نشرته أمس الثلاثاء: «كانت الانتخابات التشريعية بمثابة الإعصار الذي كاد يقتلع أحزاباً لها باع ولها تاريخ، ورفع أحزابا أخرى». واستطرد: «الأهم من ذلك هو أن صعود نداء تونس للمرتبة الأولى بهذا العدد أثار مخاوف متعددة، هذه المخاوف تتعلق بالخوف من التراجع في مجال الحريات وفي مجال الديمقراطية، الخوف أيضاً من ضعف الاستقرار في البلاد باعتبار أن حزب نداء تونس له مكونات متعددة وليست دائما متجانسة». ورداً على سؤال بشأن المرشح الذي ستدعمه الحركة في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية، أشار إلى أن قواعد الحركة اختارت المرزوقي في الجولة الأولى، لكنه قال إن الحركة لم تقرر بعد موقفها للجولة الثانية، وقال: «موقفنا إلى حين أن نقرر شيئاً آخر هو الحياد، ودعوة الناس للذهاب إلى الانتخابات حتى الذين تخلفوا في الدور الأول، وموقفنا حتى الآن هو دعوة التونسيين لمباشرة الديمقراطية المباشرة وانتخاب الأقدر من بين شخصيتين محترمتين». وعما إذا كانت الاغتيالات السياسية في عهد حكومة الترويكا وتغيير النظام في مصر كان له دور في تسليم الحكم لحكومة توافق وطني، قال: «الأزمات التي مرت بها بلدان الربيع العربي كثيرة، وتونس لم تكن في منأى عن هذه الأزمات سواء كانت من داخلها أو من خارجها.. وقد استفدنا من الدرس الذي حدث في الشقيقة مصر، وأخذنا ذلك بعين الاعتبار.. وإذا كان من درس في تقديري الشخصي فهو ألا نعيد التجربة المصرية في بلد آخر..». وعن مدى تأثر حلم الخلافة بعزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي وهزيمة النهضة في تونس، قال: «أنا أحد القيادات في حركة النهضة، ولا توجد هذه الفكرة التي طرحتها، ولا أعلم بوجودها في حركة الإخوان في مصر، ولا في غيرها من الحركات، وإذا حاولنا أن نعرف ما هو الذي يشبه الخلافة الآن فهو نظام الدولة، عندنا دولة من نظام سياسي تتكون من رئيس وحكومة وسلطة تشريعية، وهذا يتفاوت بين الأنظمة.. كلمة الخلافة عندي تاريخياً تعني النظام السياسي بصفة عامة، وتطورت الأنظمة في العالم». وعن علاقة حركة النهضة بالتنظيم الدولي للإخوان، قال: «لا يوجد تنظيم عالمي للإخوان كما يتم الحديث عنه في الصحف كما لو أنه تنظيم حديدي، توجد حركات إسلامية مختلفة كل واحدة حركة سياسية لها مشروع وطني». من جهة أخرى افتتحت أمس الثلاثاء في تونس أعمال أول برلمان دائم في البلاد انتخب بشكل حر الشهر الماضي في واحدة من آخر خطوات الانتقال الديمقراطي في تونس مهد انتفاضات «الربيع العربي». ويهيمن حزب نداء تونس العلماني على 86 مقعداً بالبرلمان بعد فوزه في انتخابات جرت الشهر الماضي متقدماً على منافسه الإسلامي حركة النهضة التي حصلت على 69 مقعداً من بين إجمالي عدد مقاعد البرلمان البالغة 217. وفي جلسة الافتتاج سلم مصطفي بن جعفر رئيس المجلس التأسيسي السابق رئاسة البرلمان الجديد في جلسته الافتتاحية لعلي بن سالم من حزب نداء تونس وهو أكبر نائب سناً في البرلمان. وقال بن جعفر «نحن اليوم امام امتحان جديد على درب الديمقراطية.. لققد أنجزنا الجانب النظري بدستور تقدمي واليوم نحن في مرحلة اصعب لتطبيق النظري على الواقع.» والآن ينظر إلى تونس على نطاق واسع على أنها نموذج للتحول الديمقراطي الهادئ في المنطقة المضطربة بعد التصديق على دستور جديد للبلاد واجراء انتخابات برلمانية الشهر الماضي. وتستعد تونس لإجراء الدور الثاني من انتخابات الرئاسة التي سيتنافس فيها الباجي قائد السبسي زعيم حزب نداء تونس والرئيس الحالي المنصف المرزوقي. وحضر الجلسة الافتتاحية للبرلمان عدة شخصيات سياسية من بينها زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي ورئيس نداء تونس السبسي إضافة إلى رئيس الوزراء مهدي جمعة.