يعقد اليوم الثلاثاء البرلمان الجديد أولى جلساته التي سيخصصها لانتخاب رئيسه بحضور الأحزاب السياسية الفائزة في الانتخابات التشريعية التي جرت يوم 23 أكتوبر الماضي والتي غنمت فيها حركة نداء تونس 86 مقعداً تليها حركة النهضة ب69 مقعداً فالاتحاد الوطني الحر ب16 مقعداً ثم الجبهة الشعبية ب15 مقعداً يليها حزب آفاق تونس ب8 مقاعد من جملة 217 مقعداً. ولا يزال منصب رئاسة البرلمان محل مشاورات ربع الساعة الأخير بين مكونات المشهد السياسي وخاصة نداء تونس وحركة النهضة كأبر فائزين بالتشريعية وبقية الأحزاب التي ترنو إلى المشاركة في السلطة التشريعية وفي تشكيلة الحكومة الجديدة. وفيما يشتد السباق نحو طلب ود حركة نداء تونس باعتبارها صاحبة أكبر عدد من المقاعد، أوضح الباجي قائد السبسي زعيم النداء أن النيّة تتجه إلى عدم تشريك النهضة في أي تحالف باعتبار مساندتها العلنية لمنافسه المنصف المرزوقي الذي «تأهل» معه إلى الدور الثاني من الرئاسية. إلا أن أطرافاً من داخل التيار الدستوري تؤكد أن النداء بصدد درس إمكانية منح النهضة رئاسة عدد من اللجان البرلمانية إلى جانب عدد من الحقائب الوزارية التقنية مع استبعادها من ترشيحها لرئاسة الحكومة والبرلمان. ويعتبر اليوم يوماً مفصلياً فيما يتعلّق بتقسيم السلطة في تونس على خلفية تسارع لقاءات القيادات الحزبية ببعضها البعض وتكثيف مشاوراتها بشأن عقد تحالفات يشير المراقبون إلى أنها قد تقصي النهضة من المشهد السياسي استناداً إلى أدائها الهزيل في إطار الترويكا المستقيلة. ويعتقد بعض الملاحظين أن النهضة أقامت الدليل على ذكائها السياسي وخبرتها التي خرجت بها من ثلاث سنوات من الحكم واعتباراً لما جرى لحكم الإخوان في مصر، ففضّلت الحياد في الانتخابات الرئاسية على الرغم من «فشلها» في التمركز في المرتبة الأولى في التشريعية. في الجانب الأمني، ومرة أخرى يسدد الإرهاب ضربة موجعة إلى السلك الأمني باختطاف الجماعات المسلحة لعون حرس كان عائداً إلى بيته بأحد أرياف الشمال الغربي للبلاد ليلة أول أمس، وقطع رأسه ورميه في مكان مجهول. وتلقت الفرق الأمنية والعسكرية خبر اغتيال زميلهم بالكثير من الأسى في وقت كانت فيه الأمور الأمنية والعسكرية والاحتياطات اللوجستية على أشدها في كافة جهات البلاد حرصاً على تأمين نجاح المسار الانتخابي. والخطير في هذه العملية القذرة أن دورية وهمية متكونة من حوالي 12 عنصراً إرهابياً تولت إيقاف سيارة مدنية كان على متنها عون الحرس الشهيد رفقة أحد أشقائه اختطفت القتيل وذبحته ثم لاذت بالفرار مستعملة سيارة الشهيد. وساد جو من الرعب في الشارع التونسي على خلفية تنكر الإرهابيين في أزياء رجال أمن مما أدخل البلبلة على المواطنين الذين راحوا يتساءلون هل يجدر بهم التوقف انصياعاً لأوامر دوريات الأمن خارج مناطق العمران أو الهروب باعتبار فرضية أن تكون الدورية عناصر إرهابية متخفية.