بعد فوزها بجائزة الإنجاز للتعاملات الإلكترونية الحكومية في دورتها الثالثة وذلك في الحفل الذي رعاه سيدي صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي ولي العهد حفظه الله, هذا الإنجاز الجديد لجامعة الإمام وكما عبر عنه مدير الجامعة معالي الأستاذ الدكتور سليمان أبا الخيل أن الجامعة ممثلة في عمادة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد نالت جائزة (المشاركة المجتمعية الإلكترونية «صوت المستفيد») عن مشروع (مركز التواصل)، مؤكداً أن الجائزة تعد حافزاً ودافعاً لجميع وحدات الجامعة ومسؤوليها وأعضاء هيئة التدريس فيها من الرجال والنساء وكذلك الموظفين والموظفات والطلاب والطالبات. وأنا أؤكد على أن الحافز يجب أن يكون خارج إطار الجامعة أيضا وباقي المؤسسات الحكومية سواء كانت تعليمية أو خدماتية أو غيرها. لكن يبقى أن الجامعات عموماً هي منابر العلم وموارد العقول التي ترفد الدولة ككل في كافة مناحيها ومجالاتها هي التي يجب أن تكون صاحبة الريادة في مجالات التطور العلمي والتكنولوجي لأنه من غير المعقول أن تكون هذه المنارات العلمية التي تخرج أبناء وبنات الوطن للعمل والخدمة وهم غير مؤهلين ومجهزين بأفضل وأحدث الوسائل التي توصل إليها العلم الحديث, لأن المدارس والجامعات والمعاهد هي الأساس وهي التي تغرس المفهوم الخاصة بالتطور والتعلم, لا يمكن تصور خريج جامعة يعمل في مؤسسة عامة أو خاصة وهو أساساً غير مطلع على هذه التطورات ولم يمارسها أو يستفيد منها أثناء فترة دراسته. أمر آخر ومهم جداً وهو مؤسسية مدير الجامعة كمنصب, وسليمان أبا الخيل أعطى نموذجاً يحتذى به في هذا المجال من حيث التواصل الاجتماعي مع الآخرين ومن حيث التمثيل السليم, الأمر ليس بروبوجندا ولا تلميعاً ولا تقديماً شخصياً وإنما مؤسسية مهنية تتعامل مع الحدث بكل احترافية, منصب مدير الجامعة ليس منصباً تنفيذياً داخل الجامعة وحسب بل يتعدى ذلك إلى كونه منصباً تمثيلياً توافقياً يقرب من وجهات النظر ويساهم في حل أية مشكلات قد تظهر وأيضاً منصب ترويجي من باب علم التسويق الحديث, ولأن الإعلام هو لغة العصر المتجددة دائما والأهم في أرشفة الأحداث كلها فإن منصب مدير الجامعة يجب أن يكون منصباً على صلة بالجسد الإعلامي الداخلي والخارجي, وهذا ما يقوم به سليمان أبا الخيل وإن كان الحضور الإعلامي الخارجي أقوى منه داخلياً لأسباب عديدة أهمها اللغة التي يتعامل بها الإعلامي مع مثل هذه المناصب وربطها بالشخصية الفردية وليس المؤسسية. الجامعات ومدراؤها وكوادرها عليها أن تكون أقرب ما يكون للمجتمع استيعاباً وتفهماً وتواصلاً, لأن المجتمع بشكل عام هو مرآة الواقع الذي تعيشه الدولة والجامعات هي المغذي لهذا الواقع من أدوات وعقول وأيدي عاملة, وجامعة الإمام تقدمت خطوات كبيرة في هذا المجال وسليمان أبا الخيل حمل الأمانة على عاتقه وهو يعلم أن المعول الأول دائماً صعب وتعليق الجرس يحتاج إلى همة وعزم, أتمنى أن يكون الحديث في قادم الأيام عن إنجازات لجامعات أخرى وإن كانت موجودة فعلياً فإن التعامل الإعلامي لإظهارها هو ما يجب على الجامعات أن تهتم به وتتفاعل معه.