«سياره يالطيب، ليموزين يالاخو..»هي اولى العبارات التي تسمعها بعد أن تحط قدميك في مطارات المملكة، فما ان تُفتح الابواب الاتوماتيكية للصالات تجد في استقبالك مجموعه من الرجال يخطبون ودك بعبارات متعددة ( سيارة يا الحبيب )، ( وين مشوارك يا الطيب )، (ليموزين يا الشيخ ) في منظر قد يستهجنه الكثير من الأهالي، ويمتعض منه أكثر الزوار القادمين من الخارج أو المناطق الداخلية، حيث قد يسهم هذا المنظر في رسم صورة سلبية في مخيلتهم عن المجتمع. ومن يتقبل هذا المنظر ويرضخ لهذه العبارات سيفاجأ عند سماع قيمة النقل، ولو حاولت أن تجبره على تخفيض المبلغ فستجد نفسك أمام عبارة (بشرط أخذ معك راكب ثاني)!!. «الرياض» رصدت هذه الظاهرة من خلال تواجدها في مطار الملك خالد الدولي في مدينة الرياض، حيث لا حظت أنه بعد خروج القادمين من السفر خارج المطار يجدون رتلا من سيارات الاجرة النظامية في انتظارهم، وهناك لوحة كبيرة تحوي تسعيرة نظامية محددة لجميع احياء الرياض، إلا أن هناك بعض السائقين الخاصين يضع تسعيرة خاصة به، دون التزام مع السيارات الأخرى في السعر والطابور!. هذا المنظر قد لايكون مقتصرا على مطار الملك خالد الدولي فحسب وانما غالب مطارات المملكة الاخرى كالملك عبدالعزيز والامير محمد بن عبدالعزيز وغيرها. وقال المواطن عبدالله العثيمين إن مايحدث امام بوابة القدوم في مطار الملك خالد الدولي امر سيء واستغلال فاضح، ففي كل مرة اعود فيها الى مدينة الرياض يزعجني هذا المشهد، مشيراً إلى أنه تعرض الى تجارب مريرة -على حد قوله- مع هؤلاء السائقين. وأضاف: حاولت اكثر من مرة أن أنفع وأستنفع فأبناء بلدي اولى من غيرهم لكنني عانيت عندما بدأت بالحديث معهم وتحددي موقعي وكأنني لا اعرف احياء الرياض ولا شوارعها فأسعارهم مرتفعة، عندها قررت ألا أتحدث معهم ابداً وأن أخرج الى خارج المطار واستقل سيارة اجرة تابعة للشركة. ويرى العثيمين أن شركة الاجرة المتعاقدة مع ادارة المطار هي الاولى بالقادمين، مطالبا الجهات ذات العلاقة بالنظر في هذا المشهد ودراسته، فالانطباع الاولي لأي مكان هو الذي يبقى في الذاكرة، ونحن نريد أن يبقى انطباع جميع القادمين الى الرياض انطباعاً حسناً وجميلاً كما هي مدينة الرياض. أما المواطن صالح الخميس فقد رأى بأن يكون هنالك اكثر من شركة اجرة تتواجد في المطار ويكون لها مكاتب داخل الصالات امام بوابات القدوم، ويكون للقادمين حرية الاختيار بين الشركات كما هو حال شركات تأجير السيارات وأن يكون هنالك تنوع في حجم سيارات الأجرة حيث ان هناك عوائل كبيره تحضر الى الرياض. وروى الخميس ل»الرياض» عن تدخل احد رجال المرور في احدى المرات بعد أن رفض سائقو سيارات الأجرة من ايصاله الى منزله بالسعر النظامي المحدد، وقال: في احدى المرات كنت عائدا الى الرياض في وقت متأخر من الليل فتوجهت لمكتب شركة الاجره والذي يديره أحد الوافدين وطلبت سياره لتقلني الى منزلي ووجهني بأن اختار من السيارات الواقفه، الا أنه بعد توجهي للسائقين وهم من المواطنين فاجأوني بأسعارهم المتفق عليها فيما بينهم رغم أن لوحة الاسعار كانت معلقه بحجم كبير بجانب مكتب الشركة لكنهم رفضوا، وبعد عودتي للمكتب لم يتمكن ذلك الوافد من عمل اي شيء وهم بذلك للاسف يحاولون استغلالي نظرا لتأخر الوقت لكنني بدأت اترقب وصول سيارة اجرة مختلفة رغم ان النظام لايسمح الا بسيارة اجرة المطار فقط؛ عندها توقف لي احد المواطنين بسيارته الخصوصية وما ان هممت بالركوب حتى تفاجأت بدورية المرور تقف بجانبنا ويطلب من السائق اوراقه الثبوتيه لمخالفته النظام، فانطلقت مباشرة الى رجل المرور لاشرح له المعاناة لمعاقبة من يستغل اوضاع المسافرين جهارا فهم اولى بالغرامة لكنه أصر على مخالفة ذلك السائق وتكفل هو بايقاف سيارة أجرة لنقلي. واشار الخميس في حديثه الى ان الجميع يدعو الى النظام ويطالب به شريطة أن يكون واضحاً وصريحاً ويطبق على الجميع.