حذَّر مجلس محافظة الأنبار من سقوط مدينة الرمادي بيد تنظيم داعش بعد الهجوم الكبير الذي شنه التنظيم، صباح أمس على المدينة، وفيما بيّن أن (داعش) يحاول بتلك الهجمات تعويض «هزائمه» في هيت وصلاح الدين والموصل، أكد أن عشائر الأنبار «لم تُسلح» ولم تصلها «تعزيزات عسكرية» كافية منذ أشهر مما جعلها «فريسة سائغة» بيد (داعش). وقال عضو المجلس عذال الفهداوي ل(الجزيرة)، إن «الوضع الأمني في الرمادي خطير جداً ونحذر من انهيار ما تبقى من سيطرة للقوات الأمنية بعد الهجمات العنيفة التي يشنها (داعش) من محاور عدة على مركز الرمادي»، مضيفاً أن تنظيم (داعش) يحاول تعويض خسائره في تكريت بالسيطرة على الرمادي مركز محافظة الأنبار، وأكد الفهداوي، أن الوضع خطير جداً في الرمادي وعلى الحكومة الإسراع بتسليح العشائر لإسناد القوات الأمنية من الجيش والشرطة كون تنظيم (داعش) يتعرض لانتكاسات في معارك التطهير في هيت والغربية وصلاح الدين والموصل ويحاول بث انتصارات جديدة في الأنبار لرفع معنويات مقاتليه. وأشار الفهداوي إلى أن حكومة بغداد والقيادات الأمنية لم تسلح جميع عشائر الأنبار، وخصوصاً الرمادي التي أهملت من حيث التجهيز والتسليح، مبيناً أن الرمادي لم تشهد وصول تعزيزات عسكرية كافية منذ أشهر مما جعل تنظيم (داعش) ينظر لها وكأنها فريسة سائغة، وكانت قيادة عمليات الأنبار قد أعلنت بأن تنظيم (داعش)، هاجم مدينة الرمادي من ستة محاور، فيما أشارت إلى اشتباكات مسلحة قرب المجمع الحكومي. ويُذكر أن مدن الأنبار ومنها الفلوجة والرمادي شهدت توتراً أمنياً خطيراً منذ تسعة أشهر بعد اندلاع مواجهات عنيفة بين القوات الأمنية والعناصر المسلحة واتساع رقعة الهجمات لتشمل المناطق الغربية بعد اقتحام ساحة اعتصام الرمادي ومحاولة اقتحام الفلوجة، مما أسفر عن اشتباكات مسلحة أسفرت عن مقتل المئات من المدنيين وإصابة الآلاف من الأبرياء أغلبهم من الأطفال والنساء، فيما قتل وأصيب المئات من عناصر الأمن أيضاً. إلى ذلك، وفي صعيد آخر أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن أمن العراق وإقليم كردستان مرتبط بأمن واستقرار تركيا، مبيناً أن تركيا مستعدة لدعم الإقليم والعراق في هذا الجانب لمواجهة «الإرهاب»، وفيما أشار إلى أن هناك ارتباطات اقتصادية مع العراق بمبلغ 12 مليار دولار منها ثمانية في كردستان، لفت إلى أن تركيا ستدعم بيع النفط من الإقليم في حال اتفاق بغداد وأربيل، وقال أوغلو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني عقده في أربيل بعد لقائه عدداً من المسؤولين الكرد وحضرته (الجزيرة)، إن أمن العراق وأمن إقليم كردستان مرتبط بأمن واستقرار تركيا.. مشيراً إلى أن «تركيا مستعدة لدعم الإقليم والعراق في هذا الجانب لمواجهة الإرهاب».. وأضاف أوغلو، «ناقشنا المسألة الإنسانية فيما يخص النازحين والمساعدات الإنسانية التي لا بد من تقديمها لهم»، مبيناً أن «هناك مليوني نازح من مناطقهم في العراق والحكومة التركية قدمت المساعدات الإنسانية لهؤلاء النازحين قدر المستطاع، منها فتح عدد من المخيمات لهم في محافظة دهوك». وأكد أوغلو، أن «لدى تركيا ارتباطات اقتصادية مع العراق ب12 مليار دولار، ثمانية مليارات منها استثمار تركيا في إقليم كردستان»، مبيناً «وجود 500 شركة تركية للاستثمار و1800 تركي يعملون في الإقليم» وذكر أوغلو أن «لقاءاتنا بحكومة بغداد كانت إيجابية، ولدينا بعض الملاحظات التي قمنا بنقلها إلى الإقليم أيضاً خلال اجتماعنا أمس، ونتمنى أن تكون تلك الأجواء الإيجابية على أرض الواقع أيضاً»، مشيراً إلى أن تركيا ستدعم بيع النفط من خلال إقليم كردستان في حال تم الاتفاق بين بغداد وأربيل». من جانبه قال رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني إن «نص اتفاقية الإقليم مع بغداد كان إرسال رواتب الإقليم ونحن بدورنا نعطي 150 ألف برميل من صادرات النفط إلى بغداد». وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو قد وصل الجمعة، إلى مدينة أربيل، بعد يوم واحد من زيارته للعاصمة العراقيةبغداد ولقائه عدداً من المسؤولين العراقيين، فيما سيلتقي عدداً من المسؤولين في حكومة إقليم كردستان. وكان رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، وصل إلى بغداد الخميس، والتقى برئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، وقال إن «قدر العراقوتركيا واحد في محاربة الصعوبات ومواجهة الإرهاب»، مؤكداً دعم بلاده للحكومة العراقية في المجالات كافة.