الغريق يتعلق بقشة، ولا أحد يلوم مريضاً يبحث عن علاج طالما أنه لم يجد الرعاية الطبية (الصحيحة واللازمة) التي كفلتها له الدولة، وهذا ما جعل بعض المرضى يقعون ضحايا خُزعبلات (الدجالين والمشعوذين)!. نحن أحسن وأجدع (ناس) في استخدام شراب (الكحة) كوصفة منزلية لعلاج كل الأمراض، بسبب وصفات الأطباء لدينا (بندول وشراب كحة)، على طريقة طفلي لا ينام (عطه شراب كحة)، الولد فيه خمول (عطوه شراب كحة)، والعجيب عندما يُصاب الطفل (بالكحة فعلاً) نبحث عن علاج آخر؟!. هل سمعتم يوماً بمركز (القرية الشعبية) الطبي؟ أم هل تعرفتم على عيادات (أسواق حجاب) التخصصية؟ إنها (عيادات شعبية) كنا قد حاربناها فيما مضى، ولكنها اليوم تعود للواجهة من جديد، يوجد لدينا في المملكة شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالاً، مئات المراكز الطبية العالمية (الشعبية) المُشابهة، والتي يقصدها المرضى من كل مكان - حتى من دول الخليج - فهي تضم بين جنباتها أمهر (الاستشاريات) في (ترفيع العظيم) للأطفال الرُضع، ومعالجة (المصوع) عند الصغار والكبار، وغير ذلك من الأمراض المعدية والمستعصية والدقيقة مثل (علاج العقم) وغيره؟!. الخطير أن القصص تُنسج حول قدرة هؤلاء (النسوة) كونهن الأغلب في المهنة، على معالجة الأمراض التي عجز عنها أطباء المستشفيات والمراكز الطبية، ونتيجة لضعف الرقابة، وترك (الحبل على الغارب) لهذه الممارسات، عادة هذه المُمارسات لتنشط مُجدداً، مما ينذر بالكثير من المشاكل والمضاعفات الصحية الخطرة، نتيجة العلاج الشعبي غير المُستند على (رؤية طبية صحيحة وآمنة)، فلا يمكن أن يكون (علاج اللهوم) أي العشب المطحون، صالح لكل الحالات، كما أن توقف ممارسات سابقة في العلن مثل (الكي، وغيرها)، لا يضمن عدم ممارستها في الخفاء؟!. بالقرب من أسواق (حجاب شرقاً)، و(القرية الشعبية غرباً)، يتحدث الناس عن وجود منازل صغيرة، وغرف شعبية، تحولت إلى ما يشبه (العيادات غير النظامية) التي يُمارس فيها الطب بعيداً عن الرقابة كما في بعض الدول العربية، في حال صحت وتأكدت هذه المعلومات، فهذه جريمة وخطر كبير!. السؤال: كيف يمكن وقف هذه الممارسات الخاطئة؟! ومن المسؤول عنها؟!. أقترح على المعنيين خوض التجربة (أولاً) للتأكد مما يتداوله الناس، وعلى رأي بعض الزملاء العرب (الميه تكذب الغطاس)!. وعلى دروب الخير نلتقي.