تمتلئ الاسواق المحلية بالكثير من الاعشاب والنباتات والتي تباع كعلاج لامراض متعددة. واصبحت الاعشاب الطبية تجارة رائجة ولها زبائنها وتعد هذه التجارة من الموروث الثقافي والشعبي الذي يتم تداوله جيلا بعد جيل. وازدهرت هذه التجارة بعد الدعوات لمقاطعة الادوية المصنعة بالمواد الكيميائية وانتعشت تلك الاسواق في ظل الغياب التام لرقابة ماهو مصنع ومستورد "اليوم" كانت لها جولة بسوق الاعشاب الطبية او ما سمي اصطلاحا شعبيا ب "سوق العطارين" بالمنطقة الشرقية. دجالون بداية كان لقاؤنا مع داوود راشد الذي قال ان لاسواق العطارين سابقا زبائن محدودين ولكن الوضع الان مختلف فزبائننا على اختلاف الانماط وان كان للنساء حضور مستغرب في هذا السوق ولكن مشكلتنا تكمن في مدعي الطب والتطبيب فلا يخلو المجال من الدجالين. واشار راشد الى ان كثيرا من المرضى لا يراجعون العطارين الا بعد ان يمل من مراجعة اطباء المستشفيات والعيادات الطبية. ونحن نقوم بتقديم الوصفة حسب الخبرة التي اكتسبتها بالتوارث وبكثرة القراءة والاطلاع على كافة كتب وابحاث الاعشاب اضافة الى كتب وشروح الطب النبوي وسبق ان حضرت ندوة علمية عن العلاج بالاعشاب عقدت بالقاهرة وحاضر بتلك الندوة عطارون مشهود لهم بالعلاج بالاعشاب ولهم ايضا ابحاث مختلفة. القناعة وقال سيف الحربي: بالاعشاب المختلفة نعالج كثيرا من الامراض والاوجاع مثل الصدفية والقرحة وبعض امراض النساء المختلفة والدسك اضافة الى بعض انواع العقم ولدي عناوين واسماء اشخاص سبق ان عولجوا لدي ومن الله عليهم بالشفاء. فهنالك اشخاص يصرفون الآلاف من الريالات في التردد على المستشفيات ودون اية بادرة امل ثم يجدوا الشفاء لدينا بسعر ربما لا يتجاوز 30 ريالا بتركيبة بسيطة وكل الادوية المستخدمة في الصيدلية هي اساسا تراكيب عشبية تمت معالجتها كيميائيا. كما ان هنالك وصفات يعرفها العامة مثل البابونج للكحة واليانسون والكمون للانتفاخ والقرنفل او المسمار للاسنان وغيرها، ولكن لابد من توافر القناعة الشخصية بالعلاج وهذا شيء معلوم للكل فنسبة 50% من العلاج نفسي والباقي يكون عضويا. منح التصاريح اما منصور العيسى فقال ان كثيرا من الاعشاب يكون موردها آسيا الشرقية وتحديدا الهند وباكستان وايران والاجود يكون من الصين ونحن نجلبها بواسطة اندونيسيا وماليزيا كما ان هنالك اعشاب نستوردها من بعض الدول العربية مثل سوريا ومصر والاردن وبشأن الاعشاب المحلية فغالبا ماتكون بشمال المملكة وبالمنطقة الوسطى وماجاورها. كما ان العلاج بواسطة الاعشاب تاريخ مشرق وحافل باشياء كثيرة ولكن كثيرا ما يشوهه بعض الذين دخلوا السوق لهدف واحد فقط وهو المادة بدون دراية او معرفة بهذا العلم والمطلوب هو التحفظ والتشدد في منح التصاريح الخاصة بافتتاح محل العطارة. مسميات الاعشاب واوضح عبدالرزاق احمد الزراع ان مشكلته تكمن في بعض الاعشاب التي يكون لها اكثر من مسمى واغلبية الاعشاب ولله الحمد محلية حيث ان المدينةالمنورة تحتل المرتبة الاولى في وفرة الاعشاب وتنوعها تليها منطقة الشمال وقليل من الاعشاب التي نستوردها من الخارج وخاصة من شرق آسيا ويكون الطلب مضاعفا على اعشاب التخسيس والطاقة الجنسية والذي يستخدم له خلطة خاصة تعتمد على عشبة الجنسنغ وعادة مايكون غالي الثمن حيث يحيل الكهول الى شباب وقبل فترة ظهر في سوريا ولبنان نبتة عشبية تسمى "شرشر الزلوع" والتي شهدت رواجا غير طبيعي فلربما يكون مفعولها شبيها بعقار الفياجرا الطبي. واضاف ان السوق هنا "العطارين" يحوي الغث والسمين وذلك مع عدم وجود معاهد او كليات متخصصة مما حدا بي للالتحاق بدورة دراسة في سوريا استمرت اكثر من عام. وعالم العطار عالم مثير وبه من الاسرار الكثير الكثير فمثلا عشبة جوزة الطيب بها غرائب يصعب تصديقها علما بانها ممنوع تداولها من قبل وزارة الصحة والتجارة وذلك لاحتوائها على نسبة معينة من المنحدر وتقريبا كل عشبة تحتوي على نسبة بسيطة ومعينة من المواد المنحدرة او المنشطة او الهرمونية وغيرها وبواسطتها مع اضافة بعض المواد استطعنا علاج الصلع وتساقط الشعر والثعلبة والبهاق والبرص الى جانب امراض كثيرة متنوعة. ان العمل في مجال العطارة عمل فيه من المتعة الكثير وهو يتطلب شخصا معينا يقوم بالتراكيب المختلفة حيث تكون له دراسة واطلاع وعلم او دراسة ويستطيع معرفة الضرر من المنفعة وايضا تتحكم فيها امور ثانية من حيث تاريخ المرض والاثار المترتبة عليه او مايسمى دراسة الحالة المرضية للشخص المريض لمحاولة تحديد العلة التي يشكو منها. وتابع الزراع حديثة ان في جدة مثلا شخص يدعى شيخ العطارين بعكس ماهو قائم هنا بالمنطقة الشرقية واصبحت العطارة كمهنة من لامهنة له لدرجة ان الامر اختلط بين بائعي البهارات مثل الكمون والكركم والليمون الاسود وبين العطارين الذين يقومون بعمل الخلطات والتراكيب الطبية فكثيرون هم المدعون.. المشكلة الكبرى هي انعدام الرقابة والتفتيش الدوري. الحذر من العطارين من ناحية اخرى ذكرت الدكتورة شادية الحماد من مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر ان ماهو ممارس الان في بعض الاسواق الشعبية هو نوع من الدجل محذرة من التعامل مع اصحاب الخلطات الشعبية وقال ان هناك نباتات سامة وخطرة على صحة الانسان وذلك مثل الدفلي وبذور الخروع وبعض انواع الفطر وانا لا انكر ان كل النباتات تفيد ولكن بعضها خطر على صحة الانسان ولعل هذا يتنافى مع التوعية التي اعتقد انها بلغت مداها. فرفقا بصحتنا وصحة ابنائنا من هذا العبث الممارس لدى اناس لا يفقهون من الطب الا اسمه فالخطر دوما محدق بنا ان لم نبعد هذه الفئة الذين ما زالوا يعيشون في احلام الموروث الشعبي.