مجزرة الأحساء التي اغتالت فيها مخططات القتل المقصود أطفالاً ونساءً ورجالاً من الأحساء الحبيب كشفت أكثر من نقطة قوة، ونقاط ضعف في بنائنا الوطني. كان القصد منها إثارة ردود الفعل الغاضبة والعشوائية لاستثارة الاشتباكات بين الطائفتين الشيعية المغدورة والسنّية المتهمة بالغدر، وإشعال حالة من الفوضى في طرف المملكة الشرقي .. للتمويه والتغطية ولفت الاهتمام الأمني بعيداً عن مواقع أخرى سيتحرك فيها الإرهاب الغادر ضد الدولة مدعوماً بالفوضى في ارتباك قواها الأمنية. ولكن الله سلّم الوطن والمواطنين من مجازر مخطط لها لم تتحقق. قوات الأمن كانت لهم بالمرصاد مدعومة بثقة مواطني المنطقة الشرقية المخلصين الذين تم تنبيههم إلى الخطر المحتمل ضدهم. وبالتالي لم تترك مجالاً لاستكمال ما بدأه المجرمون في الدالوة. واضح أنّ الشيعة ليسوا الفئة الوحيدة التي يستهدفها هذا الفكر الإرهابي العقيم.. وأنّ الخلايا التي أسسها الطامحون إلى انتزاع الحكم وتسنّم موقع السلطة في الدولة، ما زالت تتنفس في أوكارها بصورة خلايا متسرطنة تنوي القضاء على استقرار الوطن سياسياً واقتصادياً.. بعد أن نجحت في ذلك اجتماعياً وثقافياً. فقد استطاعت بتحويل تعليمات المناهج الخفية إلى مخططات ناشطين، غسل أدمغة الكثير من شبابنا مستترة بأنشطة دينية تستر طموحاتها. وتواصل التأجيج في معسكرات الفتيان يدفعهم، ليس فقط إلى حفلات التأليب ضد الحياة الطبيعية وترسيخ ثقافة الموت والعدوانية ضد الغير وضد النفس. والحمد لله أنّ الغطاء قد انكشف والتزكية كسرت وبدأ تعديل المناهج في المدارس والجامعات والمعاهد وتنقيتها من كل ما دس عليها. و الحمد لله أنّ المخطط انقلب إلى ضده فأشعل حملات ناشطة تدعو لدعم المواطنة واستقرار الوطن ورفض الطائفية، وأي نداءات تدعو لتصديع لحمة المواطنة أو قلقلة الأمن. مثل هذا التوجه لابد أن يدعم رسمياً ليظل متوهجاً في القلوب والتصرفات. مسلسل الإرهاب لم ينته بعد ..، ولابد من التأهب والاستعداد والتصدي لكل ثغرة يحاول أن يتسرّب منها. وقد توضحت الأمور بما هو أبعد من استخدام التصدع الطائفي للنّيل من قوة الوطن واستقراره. ففي اليوم التالي اغتالت رصاصاتهم الغادرة اليائسة رجال الأمن في بريدة وحائل، كما فعلوا قبلها في شتى أنحاء الوطن. وبلا شك ما زالت هناك خلايا تحاول العمل في الخفاء. وأكرر : لا عجب أن تكون وزارة الداخلية متيقظة لما يحدث ومستعدة للقبض على المجرمين، إن نفذوا مخططات الشر، وحدث ما يتمنونه من ترويع دموي. فالفكر التكفيري الذي خطط ونفذ لجريمة اغتيال المواطنين الشيعة في الأحساء، هو نفسه الفكر الإجرامي الذي خطط ونفذ محاولة اغتيال سمو الأمير محمد بن نايف حين كان نائب وزير الداخلية، وقبلها خطط ونفذ لاحتلال الحرم من قبل 3 عقود. الإرهاب لا مذهب له .. والأطماع الفردية تجد في التضليل والتجهيل وسيلتها لتسيير الجسد الشعبي بإملاءات وتعليمات وتفسيرات محرّفة ومغرضة التوجه. ومصيري ألا يترك لها مجال الاستمرار في إجرامها. لابد من إطفاء شر المؤججين.