مثل المطر الندي الذي يغسل الأرض بعد موجة الغبار ومثل بزوغ الشمس بعد أيام من استواء السحاب يأتي الحق أبلج ليقول لك ها أنا مجسداً أمامك بوقائع لا تقبل الانكار لتردد الدنيا معك: إذا قالت حذام فصدقوها فإن القول ما قالت حذام ولأنك المخلص المحب وإن علت محياك غضبة الغيرة وحمية الوطن إلا أنك لم ولن تلبس عباءة الشامت يوماً... وتزيد ليت بعض قومي سمعوا قولي وأخذوا برأيي لما كان هذا مآلهم ولما صار هذا حالهم. تنفس اليوم الصعداء كما يليق بعملك ودأبك واجتهادك وصدق نيتك. كما ينبغي لامرئ خطط واستهدف مطمحاً نقياً تائقاً لأن يكون كل شيء حوله مخضلاً بالحياة والتطور والتجدد والعمل المثمر! لكل امرئ منا حدود متاحة يصلح من خلالها ما يخصه من أرضه يحرثها.. يودع فيها البذور.. يسقيها بعرقه وكده. يدافع عنها بكل ما أوتي من قوة وحين تستوي على الجودي ويبلغ الحلم مداه يحق له أن يقول ها انا اليوم أكملت رسالتي وسلمت الخراج لمن يقدره ويعمل عليه ويستفيد منه ويجعله خارطة طريق فهو جود الصدق والإخلاص وهو بوصلة لمن أراد السير نحو الهدف دون أن تتوه مطاياه بين الصحارى والقفار التي يغشاها السراب ولا يزال يحسبه الظمآن ماء وحين يبلغه ولن يبلغه يجده محض سراب في مفازات لا ترتوي مهما استدام عليها المطر!