حدثني من عرفت صدقه أن التجار ينتظرون شهر الرحمهْ وما يحدث في الأسواق من زحمهْ فيخرجون من مستودعاتهم بضائع قديمهْ من الفوائد عديمهْ ويستغلون تهاون مراقبي البلديهْ ويعتبرون تهاونهم هديهْ ولا يخشون وزارة التجاره إذ يتعاملون في مخالفاتها بمهاره وحين يأتي الناس للشراء ويراهم التجار مقبلين لا ينظرون للوراء تنفتح للجشع مصاريع شهيتهمْ وينتفخ بطن خزينتهمْ فيرحبون بالناس ترحاب الذئاب بالنعاجْ ليقولوا لهم كل منكم لنا محتاجْ ويسارع المشترون بحمل المكيل والموزونْ وكأنهم لم تخلق لهم عيونْ ويحملون ما قد عفى عليه الزمنْ فلا يصلح إلا ذكرى من بقايا الدمنْ ويتهافتون على الشراء تهافت الذباب على الشرابْ أو النياق الظمأى على العيون العِذابْ ويتكرر كل عام ذلك المشهدْ ولا يستمع الناس لمن خطب فيهم أو أنشدْ فهم في نفس المشهد سائرون وعلى سيرتهم الأولى فاعلون والكيّس من دان نفسه وتعلم من تجارب أمسه ثم ها نحن نقول يا أيها الإخوة أصحاب العقول عليكم بالخضار والبقول ودعوا الذي عن الكوليسترول هو المسؤول واحذروا جشع التجارْ وعدم تقيدهم بالأسعارْ فلا مانع لديهم أن ترهن سيارتك والدارْ للابتياع منهم سحباً لا تحمل الأمطارْ دون خوف من المنتقم الجبار أيها الإخوة الكرام إن اقتراب شهر الصيام يوجب علينا أن نذكركم بأن التجار هم الفجار إلا من رحم ربي العزيز الغفار فالحذر الحذرْ حتى لا يقع الخطر