من المسلم به شرعاً وعقلاً أن الحياة لا تستقيم بدون أمن ولا يستقيم الأمن ويستقر بدون إيمان وهو مقتضى شهادة «ألا إله إلا الله وشهادة محمد رسول الله» صلوات الله وسلامه عليه، ومن أشد الناس شقاوة وتعاسة من سعى في حرمان أمته من أمنها واستقرارها واستهتر بحرمة أمته وبمكانتها وقيمها وسمعتها وحارب رسالتها في خدمة الإسلام والمسلمين في الداخل والخارج. ومن المعلوم يقيناً أن غبطة الأمة ومصلحتها إنما تتحقق في اجتماع كلمتها وتوحد صفها وتعاونها على البر والتقوى والاعتصام بحبل الله {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ} (103) سورة آل عمران. ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله وسنتي) ومن حسن التوفيق لهذه الدولة المباركة وضوح الرؤية وسلامة المنهج، فهي تسير على محجة بيضاء ليلها كنهارها واثقة من نفسها تستهدف خير الإنسانية وسعادتها بعامة وخير هذه الأمة وسعادتها وحماية أمنها واستقرارها بخاصة، وتملك الشجاعة العاقلة العادلة تحت راية ولاة أمرها البررة الكرام. أمن الأمة ضرورة من ضرورات حياتها لا يمكن المساومة عليه بحال، والكل يعلم أن أمة دستورها القرآن وهدي نبي الإسلام هي أمة قوية وعزيزة ثابتة الخطا وثباتها مستمد من ثبات دستورها الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، أمة تحتضن قبلة المسلمين وتشرفت بخدمة الحرمين الشريفين وتعتز بخدمة الحجاج والمعتمرين والزوار وتنشر العلم الصحيح والمعتقد السليم في مشارق الأرض ومغاربها ضربت بسهم وافر في ميادين العلم والتعليم وفي مناشط الحياة كلها بعزم وحزم، الأمة الراشدة لا يضيرها سفه سفيه ولؤم لئيم. أمة تملك قضاءً يستند إلى أقوى وأكمل دستور ارتضته الأمة لنفسها واطمأنت إليه فهو قضاء قوي وشجاع يتفيأ ظلاله كل مستقيم ويخاف حكمه العادل كل مجرم لئيم, ألا فليعلم كل فتّان شقي يريد بالأمة شراً أنه خائب خاسر ومقبوح كل الأمة خصمه وكل الأمة ضده والظالم نادم لا محالة وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ .