أكد إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ صالح آل طالب، أن الواجب على القادة والعلماء القيام بما يستطيعون لوقف النزيف الهادر من دماء المسلمين وأرواحهم، فهو من أولى مقتضيات الأخوة والموالاة والتناصر، مبيناً أن الإسلام سبق كل المحاولات البشرية لإيجاد منطقة آمنة وزمن آمن، يأمن الناس فيه وينعمون بالسلام. وأضاف: الواجب على المسلمين أن يستشعروا هذه الحرمة ويعظموا الأشهر الحرم خصوصاً بعد عام عصفت فيه الفتن واضطربت الأحوال وأزهقت أنفس وتشابهت على الناس فيه الأزمنة واختلطت في إفهامهم الأمكنة. وطالب الشيخ آل طالب خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد الحرام أمس، بإلقاء السلاح وحقن الدماء والاستجابة لأصول الحقوق التي وصى النبي صلى الله عليه وسلم بها في حجة الوداع وأرسى قواعدها بقوله "إن دماؤكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا"، مضيفاً أنه آن الأوان لأن يراجع المعنيون واقعهم، وأن يحترموا الأشهر الحرم، وأن تُغلب المصالح على المفاسد، ومكاسب الأمة على مصالح الأفراد صيانة للنفوس والحقوق. وشدد على أن النزاعات قطعت أوصال المسلمين وجعلت الأمة الواحدة أمما متناكرة، وأننا لن نستعيد مكانتنا ونصون رسالتنا إلا إذا صححنا انتماءنا وأصغينا إلى قول الله تعالى "إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون". وقال آل طالب "إننا نرى اليوم في أنحاء بلادنا الإسلامية لعبة العدو القديمة المتجددة؛ إذ ليس هناك وتر أكثر حساسية لبدء العزف عليه من وتر الطائفية والمذهبية والحزبية، وما أكثر المتسارعين فيها والمتساقطين، ولو سألت أشد الخائضين فيها كيف بدأت تلك الفتنة ولمصلحة من.. لم تجد جواباً"، لافتاً إلى أن الطوائف تعايشت قروناً في ظل الإسلام، يولد أحدهم في بلاد المسلمين على ملته ويموت عليها لم يجبره أحد أن يغير دينه ومعتقده، متسائلاً عن إثارة النعرات في هذا التوقيت بالذات، ولماذا يخدم دهماء الناس وبسطاؤهم تجار الفتن من حيث لا يشعرون. وأشار إلى أن الاعتزاز بالوطن وحفظ أمنه والحرص على مكاسبه هو أمر تنساق له الفطر السليمة، وتوجبه العقول الراشدة؛ فضلاً عما هو متقرر في أحكام الشريعة وأصول الدين، خصوصاً في أوقات الفتن والأزمات، مؤكداً أن الإصلاح لا يكون بالفساد والبناء لا يستقيم بالهدم، والرغد لا يأتي بإخلال الأمن. وفي المدينةالمنورة، أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير أن في سير السابقين عظة وهداية، وفي قصص الأنبياء دلالة، وما أحوج الأمة إلى النظر في تلك القصص والأنباء لتكون علماً ومنارة ومحجة وأسفاراً. وأشار خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بالحرم النبوي، إلى أنه منذ أن صدح سيدنا إبراهيم في الأرض بالأذان والنداء، أقبلت الوفود وتقاطرت الحشود من عهده وحتى يومنا هذا، وظل المسلمون يؤمون الكعبة المعظمة والبطاح المقدسة والمشاعر المحرمة، وقد توحد منهم اللباس على اختلاف الأجناس، وتوحدت المناسك على اختلاف البلدان والممالك، واجتمعوا على فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلي ملة أبينا إبراهيم حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين. ودعا الشيخ البدير، المؤمنين إلى الثبات والحذر أن تزل بهم الأقدام، فدينهم هو القدوة الصحيحة وشريعتهم هي الشريعة المستقيمة وعقيدتهم هي الفطرة السليمة.