العدوان بأي شكل كان وعلي أي كائن من كان.. وماكان .. ظلم بيّن.. والله – تبارك وتعالى – خالق الموت والحياة – حرّم الظلم على نفسه .. وجعله بين عباده محرّما .. ونهى عن العدوان.. فقال تعالى: " ولاتعتدوا إن الله لا يحب المعتدين "هذا بشكل عام ومطلق ، فكيف إذا كان هذا العدوان على بلد من بلاد الإسلام .. والاجتراء على المساس بأمن حدوده وانتهاك سيادته على ترابه ، وتعريض أمن مواطنيه والمقيمين فيه للتهديد والقتل؟! وكيف إذا كان هذا العدوان على بلد الإسلام ؛ المملكة العربية السعودية ، هذا الوطن الذي دستوره القرآن الكريم ، ويرعى شؤون الحرمين ، ويتشرف بخدمتهما ، واجتمعت كلمة أهله تحت راية التوحيد والحق والتوحيد : " لا إله إلا الله محمد رسول الله " هذه الكلمة التي تمثل جوهر هويته الوطنية ، وتمثل أعمق عناصر التميز في قيم هذه الهوية ؟! أعدوان على هذا الوطن العربي السعودي ، المؤسس على قيم الدين والتقوى والعدل ، ومنهاج شريعة الإسلام المستمدة من كتاب الله وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ؛ حين نهض الملك المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود – طيب الله ثراه- ليوحد البلاد والعباد ، أعدوان على هذا الوطن الذي يتولى أمر الأمة على الكتاب المبين ، وسنة سيد المرسلين ، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، في وقت عصيب ، اشتدت فيه الحاجة إلى منقذ رشيد :الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ، خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله - ويقود مسيرته في مجال خدمة الحرمين الشريفين وتوفير أفضل الظروف الآمنة المطمئنة لقاصديه من المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها ، وقائد مسيرته التنموية والمعرفية والتحديثية والتطويرية ، على أسس قويمة من قيم الوطن وثوابته الجوهرية .. دار لعبد الله يحدو أمة نحو العلا في خطوها تتوحّد ملك تناهى في الجسارة ما ونى يسعى إلى العليا بنهج يحمد في خدمة البيتين والدين الذي وفّى الإله . لنا المنار الأسعد صقر العروبة تستقيم به الرؤى فيه السداد وحكمة لاتنفد من ذا يفاخرنا وفي دار السعو د لنا منارات الهدى تتوقّد وحي تنزل في ربا بلدي سناً الضاد فيها والهدى والمنجد الله أكرمنا وعز بلادنا الوحي يتلى والحديث يسنّد والراية الغرّا شعار واحد الشعب جند والحسام مهنّد أعدوان على هذا الوطن المسلم ، الذي يشغل نفسه بوظيفة عبادة الله وحده لا شريك له ، والاجتهاد في عمل الصالحات ، وخدمة الدين ثم المليك والوطن ، وخدمة المواطنين الكرام وتأمين الحياة الكريمة لهم ، ومواصلة تنفيذ الخطط التنموية الطموحة في جميع المجالات التي تهم الوطن والمواطن ، وتحقق تقدمه ورقيّه ونجاحه في كل ميادين الحياة ،وتحقق له العزة والكرامة ، وخدمة ضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين وزوار لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتأمين سلامتهم ، وتوفير الأمن والأمان للمواطنين والمقيمين على كل تراب الوطن الكريم ، وخدمة قضايا الإسلام والمسلمين في كل مجال وعلى كل صعيد . أعدوان على هذا الوطن الذي يتعامل في سياسته الخارجية مع الدول الشقيقة والصديقة على أساس من المساواة و الاحترام المتبادل ،وعدم العدوان على أحد منها ، و عدم التدخل في شؤونها الداخلية ، في الوقت الذي لا تسمح فيه لأحد بالتدخل في شؤونها الداخلية، والنظر إلى الأمم والشعوب الأخرى على أساس وحدة الخلق ووحدة الأصل الإنساني المشترك ، والسعي للتواصل المعرفي معهم انطلاقا من قوله تبارك وتعالى : " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم " والتعاون معهم على البر والتقوى لما فيه صالح البشرية والحياة والأحياء ، وإقامة جسور الحوار مع الجميع بالتي هي أحسن ، وعلى الأسس الإسلامية التي بينها القرآن الكريم وأوضحتها السنة النبوية القويمة . أعدوان على مهوى أفئدة أتباع خاتم الأنبياء والمرسلين ؟! أعدوان على موطن أول بيت وضع للناس( الكعبة المشرفة ) بمكة المكرمة ؟! أعدوان على موطن مشاعر الحج السنوي لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام ؟! أعدوان على موطن المسجد الحرام ؟! أعدوان على موطن مسجد الرسول محمد بن عبدالله ( صلى الله عليه وسلم ؟! أعدوان على قبلة المسلمين و مهد اللغة العربية لغة التنزيل الحكيم ؟! أعدوان على هذا الوطن الذي يتشرف مواطنوه قيادة وحكومة وشعبا ، وعلى مدار العام ، بخدمة ضيوف الرحمن ، وتقديم أفضل الخدمات والتسهيلات لهم ، وتأمين احتياجاتهم ، وتوفير أفضل ظروف الأمن والسلامة ، والعمل على تهيئة كل ما من شأنه تحقيق السكينة والطمأنينة لهم ، ومساعدتهم على إتمام نسكهم في يسر وسهولة ، ويقدمون في سبيل ذلك كل ما يملكون من أرواح ومال وجهد ، ومنذ أيام اختتم الوطن – بحمد الله ومنه - بقيادة خادم الحرمين الشريفين ، ومشاركة كل قطاعات الحكومة والوطن بكل عناصره ، أحداث مواسم الحج الناجحة تماما بكل المقاييس ، ومن كل الجوانب الأمنية ، والصحية والاجتماعية ..؟! نعم إن المرء ليتساءل بحق.. وصدق.. واستنكار عظيم ..كيف يوجه العدوان إلى حدود المملكة ، وكيف يوجه الاعتداء على أمنها وأمانها؟! وكيف إذا كان هذا العدوان ممن ينتسب إلى الإسلام .. وينطلق في عدوانه من أرض الجوار..التي يفترض في ساكنيها أنهم معنيون بحماية أرض الحرمين ..ودعم ما تقوم به المملكة من جهود دائمة .. دائبة .. لتأمين السلام..والشعور بالأمن والأمان لضيوف الرحمن ؛ من حجاج ومعتمرين وزوار لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! إن كل مسلم يؤمن بالله عزّ وجل ، ويؤمن برسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، ويؤمن بكل قيمه ومبادئه بحق وصدق وعدل ، لا يسعه إلا أن يستنكر ويرفض ويصد هذا العدوان المنكر السافر ، كل حسب موقعه ، وحسب قدرته وطاقته ، وأقلها كلمة الحق والعدل . إن كل مواطن من مواطني هذا الوطن الكريم وهو يرفض هذا العدوان الآثم على حدود المملكة..أو على أي شبر من أجزاء هذا الوطن الغالي ..في جنوبه أو شماله أو غربه أو شرقه .. ليضع نفسه .. وما يملك من غال.. ونفيس .. فداء للوطن ومقدساته .. وهو جاهز..حاضر في أي وقت .. وفي كل لحظة..للفداء والتضحية ؛ فهو الدرع الحصين والسد المنيع – بعد الله - يصد عدوان كل باغ ومعتد يحاول النيل من أمن الوطن والمواطن، ويردع كل من تسول له نفسه الأمارة بالسوء التجاوز عليه أو المساس بوجوده وسيادته ، وعدم السماح لأي كائن من كان بأن يعبث بأمنه وأمانه ، أو يهدد مقدراته ومصالحه ومصالح مواطنيه ، واستقرارهم ، بأي شكل ، أو بأية صورة . والتحية والتقدير والإكبار لأبناء الوطن الأوفياء .. قيادة .. وحكومة ..ومواطنين في أي موقع من مواقع خدمة هذا الوطن والدفاع عنه. تحية للقائد الأعلى للقوات المسلحة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز – حفظه الله - وهو يقول : " لا خيارات مفتوحة للدفاع عن النفس سوى النصر أو الشهادة " . وتحية لولي عهده الأمين وزير الدفاع والطيران والمفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز- حفظه الله -وهو يقود وزارة الدفاع عن الوطن الغالي . تحية لسمو النائب الثاني وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز – حفظه الله - وهو يقود وزارة الداخلية التي تتصدى لأمن الوطن الكريم . وتحية لأبناء قواتنا المسلحة الباسلة ،بقياداتها وجميع قطاعاتها في بلادنا العزيزة ، وتحية لقوات الأمن العام وجميع قطاعاتها في كل مواقعها ومهماتها . و تحية لرجال الوطن وجنوده الأوفياء الذين قدموا ويقدمون أرواحهم على راحاتهم في سبيل الوطن ومن أجل حماية أرضه ومقدساته ، ودحر أعدائه - و تطهيره من عبث العابثين ، والذب عن حياضه.. من كل طامع أثيم أو مرتزق أجير..أوجاهل مخدوع .. والجنة بفضل الله لشهدائه الأبرار..والعزة والكرامة لأحيائه الأخيار..!! وفي البدء .. وفي الختام.. لك السلام يا وطن السلام ..ولك ألف ألف تحية !! طبت وطابت ربوعك محفوظة بحفظ الله ورعايته ثم بفداء الراعي والرعية ! طبت وطابت حدودك مصونة من كل طامع لئيم.. عصية على كل معتد أثيم ! طبت عزيز الجانب..قوي الأركان ..مرفوع الهامة في أجواء الفضاء..خفاق الراية في عنان السماء..سامق القامة..تتصدى للطامعين وطن الوفاء أنت ! وطن العطاء أنت ! وطن الإنسانية أنت! أنت الوطن ، وأنت لنا وطن ! أنت الوطن المختلف عن كل وطن على ظهر هذه البسيطة !! كيف لا والله أعلم حيث يجعل رسالته ! وقد جعل الله فيك رسالته ! الله أعلم حيث يجعل رسالته في المكان والزمان والبيان والإنسان ! الله أعلم حيث يجعل رسالته في المكان ؛ فأشرقت أنوار الرسالة الإلهية في روابيك الطيبة ! الله أعلم حيث يجعل رسالته في الزمان ؛ فأشرقت أنوار البعثة النبوية في ذلك الزمان المختار بأمر الله الحكيم الفعال لما يريد ! فتنزلت كلمات الله على قمة جبل النور: "اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم . الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم " . الله أعلم حيث يجعل رسالته في البيان ؛ فاختار لسان العرب المبين ؛ ليكون لسان الذكر الحكيم ، وجعل آياته قرآنا عربيا ! الله أعلم حيث يجعل رسالته في الإنسان ؛ فاختار العربي الأمي محمد بن عبدالله ليكون رسوله للثقلين ، ورحمة للعالمين ؛ فحمل الرسالة وأدى الأمانة ، اللهم نشهد !! وختاما تحية الإكبار والتقدير لحراس العقيدة وحماة الوطن ومقدساته ، الذين نذروا أنفسهم للمهمة المقدسة .. وللسمع والطاعة لندائها في العسر واليسر .. والمنشط والمكره ! والخزي والخذلان لمن يروم الوطن ومقدساته بسوء ، أو يقصده بشرّ ! ولا إله إلا الله .. والله أكبر.. والحمد لله رب العالمين.. والصلاة والسلام على أشرف أنبيائه وسيّد المرسلين .. نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين !! * كلية اللغة العربية - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية