حتى قبل تسلمه مناصبه تحدث الكثير من متابعي الشأن العراقي عن المهام الصعبة التي سيواجهها الدكتور حيدر العبادي، ونتحدث عن مناصبه، فالدكتور العبادي بحكم شغله لرئاسة الحكومة فهو يضطلع -إضافة إلى ذلك- بمنصب القائد العام للقوات المسلحة، وهو ما يشكل مهمة صعبة؛ فهو الرجل المدني وعليه أن يرأس ويقود مؤسسة عسكرية، وهو ما يمثل ازدواجية أو شراكة مع وزير الدفاع، ووزير الدفاع هو أحد أعضاء حكومته، وإن منصب القائد العام يجرد وزير الدفاع بعضاً من صلاحياته، وهو ما استغله نوري المالكي الذي صنع وزارة دفاع موازية، إذ شكل مكتب القائد العام للقوات المسلحة وزارة دفاع أخرى سلبت كل الصلاحيات من الوزارة الأساسية التي كان يشغلها بالوكالة حليف المالكي سعدون الدليمي الذي كان يشغل المنصب تغطية لدور المالكي فالسيد سعدون الدليمي الذي ينتمي إلى المكون السني جاء به المالكي من وزارة الثقافة ليكلفه بوكالة وزارة الدفاع للتغطية على قسمة المحاصصة التي تعطي السنة حقيبة وزارة الدفاع التي يديرها وبشقيها الوزارة الأساسية والوزارة الرديفة (مكتب القائد العام) نوري المالكي نفسه، ولكي يحكم سيطرته على المؤسسة العسكرية في العراق عين ونقل عدداً من كبار الضباط الذين اشترى بعضهم برشى مالية ومنحهم رتباً عسكرية عليا حيث حملوا جميعاً رتبة فريق وبعضهم فريق أول وهي أعلى الرتب العسكرية، ولكي يلتزم بالمحاصصة فقد عين بابكر زيباري الكردي رئيساً للأركان، ومنحه رتبة فريق أول، وعين مساعدين له برتب مماثلة من سنة وشيعة كالفريق علي غيدان والفريق رشيد فليح، وشكل ما سمي بعمليات المناطق والمحافظات ووضع على رأس قوة العمليات في تلك المناطق قادة جميعهم يحملون رتبة «فريق»، مما جعل العراقيين يتندرون بأن الجيش العراقي أصبح في صفوفه (ألف فريق) وهو ما يجعلهم يطلقون عليه لقب جيش الالف فريق، في حين لا يتجاوز من يحملون هذه الرتبة في الجيش الأمريكي أقوى جيش في العالم وأكثرها عدداً لا يتجاوزون المائتي فريق، وهم القادة الذين يرأسون القيادات الرئيسة والقواعد في الجيش الأمريكي. هذه الحصيلة من الرتب الكبيرة التي وصلت إلى مواقعها دون كفاءة وبلا جدارة والتي انكشف أداءها السيئ باندحارها أمام عناصر داعش، وهو في النهاية مليشيات وليس جيشاً نظامياً كالجيش العراقي. ولأن هؤلاء الذين يحملون رتبة فريق لا فائدة منهم سوى تحصين نوري المالكي وتجاوزاته وحتى سرقاته التي كانوا يحصلون على نصيب منها، عمد الدكتور العبادي إلى التخلص منهم، في البداية أقال الفريق أول عبود قنبر والفريق علي غيدان، وقبل أيام أعفى وأحال على التقاعد 38 فريقاً ممن كانوا على رأس العمليات العسكرية والفرق وفق خطة (التطهير) التي بدأها العبادي للتخلص من التركة الثقيلة التي ورثها من نوري المالكي والتي يشوب العديد منهم شبهات الفساد وعدم الكفاءة وهي مهمة صعبة إلا أن العبادي يستند على تأييد ودعم من الأوساط السياسية العراقية والقوى الدولية التي تقف معه لاصلاح الخلل الذي أقدم عليه المالكي.