فتحت محارة في قاع المحيط غطاءها للمياه.. وأثناء مرور الماء قامت الخياشم بالتقاط الطعام وإرساله إلى معدتها، وفجأة حركت سمكة كبيرة الرمل بشدة، ونحن نعرف كم تكره المحارة الرمل! لأنه خشن إلى حد يجعل حياتها صعبة وغير مريحة عندما يتسرب إلى الداخل. وبسرعة أغلقت المحارة قشرتها، ولكن.. بعد فوات الأوان، فقد دخلت حبة رمل خشنة واستقرت بين الجلد الداخلي والقشرة. وكم أزعجت حبة الرمل المحارة! لكن في الحال ابتدأت غدد خاصة منحها الله للمحارة بتكوين مادة خاصة ناعمة ولامعة حول ذرة الرمل.. وعلى مر السنين.... أضافت المحارة طبقات أخرى حول ذرة الرمل، حتى أنتجت لؤلؤة ناعمة جميلة وثمينة. «في بعض الأحيان نتعرض إلى مشاكل كثيرة ومماثلة لذرة الرمل، ونستغرب من كل الإزعاج والقلق الذي تسببه لنا. ولكن نعمة الله علينا وتدبيره يعملان العجائب بمشاكلنا ونقاط ضعفنا إذا سلمنا الأمر له. حيث إننا نصبح أكثر تواضعاً وإلحاحاً في دعواتنا، ونتمتع بقدرة أكبر للتصدي للمشكلات، وكنعمة من النعم يحول الله الرمل الخشن في حياتنا إلى لآلئ ثمينة من العزيمة والمكانة، تجلب الأمل والتشجيع للكثيرين».