كثيراً ما نسمع أو نشاهد معارض تشكيلية أو فوتوغرافية أو خطاً عربيًا على هامش مهرجان غير متخصص في الفنون البصرية مثل مهرجان تراثي أو زراعي، تكون تلك المعارض ضمن فعاليات ذلك المهرجان من باب سد الفراغ ليس إلا.. وهنا الكارثة!!من المؤكد أنني أحد المؤيدين لدمج الفنون البصرية بكل المحافل الثقافية أو غيرها على الأقل في الوقت الراهن؛ لأن مجتمعاتنا فقيرة بصريًا وتحتاج إلى رفع الذائقة البصرية لديها، ولكن ليس بهذه الطريقة التي جعلت من الفنون البصرية شيئاً سخيفًا بوضعها في أماكن لا تليق باللوحة ولا بصاحبها، وتقلل من قيمتها الفكرية والثقافية. الشاهد هنا؛ أن بعض المهرجانات تكون بها مساحات فراغ كبيرة، فتجبر اللجنة المنظمة لذاك المهرجان على الاستعانة بالفنانين أو الجهات المختصة بالفنون البصرية لملء الفراغ وسد العجز لمساحات أشبه بالباعة على الطريق مع احترامي لكل البشر، ولا يتوقفون عند هذا وحسب، بل يصرحون بأنهم يدعمون التشكيليين والفنون البصرية، والفضل يعود إليهم بأنهم أفسحوا المجال للتشكيليين لعرض أعمالهم, وفي حقيقة أمرهم أنهم انتهازيون لا أكثر..!! الإشكالية ليست في أولئك الانتهازيون منظمي تلك المهرجانات واللجان القائمة عليها، فهم يبحثون عن مصلحتهم وإنجاح مهرجاناتهم بأي شكل كان، حتى لو كان ذلك على حساب الثقافة البصرية والتسلق عليها.. إنما الإشكالية الحقيقية في الجهات المعنية بالفنون البصرية والتشكيليين بذاتهم؛ لموافقتهم على هذا المكان أو تلك المساحة التي تكون في أغلب الأحيان في ذيل القائمة أو أسوأها للعرض، ولا ترتقي لأبسط أساسيات عرض الأعمال البصرية، وَحُبِّ تلك الجمعيات أو أولئك التشكيليين السذج للظهور الإعلامي و«الفلاشات» تنسيهم أن المسألة مسألة مبدأ مساعدين بذلك على تدني الذائقة البصرية لدى الزائر وانحطاطها فكرياً وثقافياً بقصد أو بغير قصد..!! وفي المقابل؛ كنت في زيارة لمعرض الكتاب الدولي بالكويت 2011م ففوجئت بوجود معرضين للفن التشكيلي والتصوير الضوئي ضمن فعاليات مصاحبة لمعرض الكتاب، ومما أذهلني وأبهرني طريقة العرض التي تنم عن دراية وعلم مدروس بطرق العرض لا بالمجمل لمعرض الكتاب، ولا طريقة عرض الفن التشكيلي والتصوير الضوئي، فكان وجود الفنون البصرية في قلب معرض الكتاب، حيث أصبحت اللوحة نقطة (م) لعالم الكتاب في الكويت.