بين الفينة والأخرى تقام فعاليات ومهرجانات كبيرة سواء الثقافية منها أو الاجتماعية أو حتى الاقتصادية وعادة ما يصاحبها فعاليات فنية على هامش هذه الفعاليات. وغالبا ما تكون هذه الفعالية المصاحبة معرضاً تشكيلياً. مشاركة الفن بجانب هذه المناشط والفعاليات الكبيرة مدعاة للسرور ودليل على أهمية الفنون وقيمتها وأثرها في النفس البشرية، وإن كنت أتمنى أن لا يقتصر خلال هذه الفعاليات حضور الفنون التشكيلية فقط. بل السعي إلى تكامل الفنون البصرية. فحدث كبير كالجنادرية مثلا.. لا يحتاج إلى معرض خاص للفنون التشكيلية فقط، أو معرض للتصوير الضوئي فقط، بل إلى ما يوازيه من عرض شامل للفنون البصرية قاطبة، فما المانع من وجود لوحة تشكيلية بجانب صورة ضوئية، أو لوحة خطية، أو منحوتة تتحد كإخوة تحت سقف واحد. إن هذا العرض الجماعي المتعدد المشارب للفنون من شأنه إعطاء الصورة الحقيقية والصحيحة لما وصلت إليه نهضة فنوننا البصرية وعلو كعبها وتنوع اتجاهاتها. ففي كل مرة يقام بالسعودية فعالية أو مهرجان بارز على المستوى العربي أو العالمي نجد ظاهرة إقامة معرض تشكيلي فقط تتكرر لهذه الفعالية وهذا شيء جميل لكن الأجمل أن تتحد هذه الفنون البصرية تحت لواء واحد وطريق واحد يجمعها إبداع السعوديين لوحة وصورة وخطاً ونحتاً وتصميماً، بل أن في اتحادها وعرضها جميعا يعكس الانطباع السليم والراقي لرؤيتنا نحو الفنون وعدم انحيازنا لفن دون فن . فزائر المعرض قد لا يعجبه العمل التشكيلي فيجد من الصورة الضوئية، أو من اللوحة الخطية، أو المنحوتة الصخرية إشباعاً لذائقته الجمالية.كل هذا التنوع يساهم في البناء الفني ويدفع لسلسلة جمالية لا حدود لها من إشاعة الوعي والذائقة والبحث عن الجديد والمميز. أخيرا.. رسالة أوجهها للمسؤولين في مهرجان الجنادرية بمناسبة قرب بدء فعالياته لهذا العام، وبما أنه الحدث الأبرز سنويا.. وهي إلى السعي نحو تكاملية عرض الفنون البصرية من تشكيل وتصوير 318ط ونحت وتقديمها سوية خلال معرض واحد لجملة الفنون.