للحب مفاهيم وتعاريف مختلفة، وليس هناك تعريف واحد متفق عليه بين شعوب العالم. الحب لا يعرف الحدود ولا المسافات، الحب يستأذن المرأة في أن يدخل قلبها، أما الرجل فإنه يقتحم قلبه دون استئذان، وهذه هي مصيبتنا (برنارد شو). وهذا الحب بين المرأة والرجل. الحب ليس مقتصراً على حب المرأة للرجل أو الرجل للمرأة بل هناك أنواع أخرى من الحب كحب الله - عز وجل - وهو أرقى أنواع الحب، وهناك حب الأم لطفلها وحب الصديق لصديقه وحب الإنسان لوطنه وحب الجد لأحفاده وحب الجدة لأحفادها.. ولك أن تضيف الكثير من الحب. وقمة الحب كما ذكرت حب الله. نحن المسلمين منذ قديم الزمن نتغنى بالحب، ونقسم الحب حسب قربه للقلب. وللحب أسماء كثيرة لنْ أدخل في تفاصيلها، منها المحبة، العلاقة، الهوى، الصبوة، الصبابة، الشغف، المقة، الوجد، الكلف، التتيم، العشق والجوى. للحب تعاريف منها (الحُبّ: هو شعور بالانجذاب والإعجاب نحو شخص ما، أو شيء ما، وقد ينظر إليه على أنه كيمياء متبادلة بين اثنين. ومن المعروف أن الجسم يفرز هرمون الأوكسيتوسين المعروف ب»هرمون المحبين» أثناء اللقاء بين المحبين). أما تعريفي الشخصي للحب فهو (الحب ليس كلمات جميلة نرددها.. أو قصيدة شعر نعتني بنظم أبياتها.. أو هدية غالية الثمن نعتني بتغليفها.. الحب التقاء قلبين معاً.. جسدين.. روحين.. الحب تبادل الشعور والعواطف والأحاسيس والاحترام.. الحب عطاء بلا حدود.. الحب طوق نجاة.. الحب قيثارة تعزف عليها أجمل الألحان.. الحب واحة غناءة نشدو بها؛ لنسمع صدى أصواتنا صوتي وصوتك.. الحب بالنسبة للمرأة كل شيء.. حياتها.. حاضرها.. مستقبلها.. نبض قلبها. أما بالنسبة للرجل فالحب سر سعادته وشقائه. المرأة هي المحرك لعواطف الرجل وتصرفاته، تستطيع أن تشكله كيف تشاء ومتى أرادت، والقليل من الرجال الذين يستطيعون الفرار من مجال سيطرة المرأة). عموماً، كلمة حب مأخوذة من الحُبّ جمع حُبَّة وهي لباب الشيء وأصله؛ لأن القلب أصل كيان الإنسان ولُبّه، ومستودع الحُبّ ومكمنه. أين مركز الحب في جسم الإنسان؟ وهل للحب سن بعدها يموت الحب؟ هل مركز الحب القلب أم العقل (المخ)؟ ولماذا ارتبط الحب بالقلب مع أن العقل هو مركز الأحاسيس والمشاعر والمنطق والتفكير والسمع والبصر؟ كيف يموت الحب؟ الحب الحقيقي لا يموت إلا بموت الإنسان، وليس للحب عمر محدد، بالعكس، هل رأيتم حب الجد والجدة كم هو مفعم بالحيوية والعطاء؟ في الواقع، ليس هناك قلوب فوق سن الحب؛ فالحب ليس خيارنا. حب الوطن غريزة في الإنسان، تخالط دمه، وينبض بها قلبه. اسألوا الطلبة والطالبات المبتعثين عن حب الوطن. ولنا في رسول الله خير مثال لحب الوطن. يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في حق وطنه (مكةالمكرمة) بعدما هاجر منها إلى المدينةالمنورة: «والله إنك أحب البلاد إلي، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت». وقال - صلى الله عليه وسلم - مؤكداً معنى حب الوطن: «اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة». أخيراً، إذا ساد الحب بين الناس ساد السلام، وإذا ساد التعايش في الوطن الواحد ساد الحب. وما فعله النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أول تطبيق عملي للدولة الإسلامية في حسن التعايش مع الآخرين من غير المسلمين, ودلالة على أن الإسلام دين لا ينفي الآخر على الإطلاق، وأنه يقر بأن الاختلاف بين الناس في أشكالهم وألوانهم ومعتقداتهم هو سُنة إلهية وحكمة ربانية، قال تعالى: وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّة واحدة وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَة رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّة وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ . (118 -119 سورة هود).