فاصلة: «عندما يحيا المرء وسط الورود فإنه يحمل أريجها رغماً عنه» - حكمة روسية - قررت دراسة طبية أمريكية حديثة أن عناق المرأة واحتضانها مفيد.. لقلبها، إلا أن ذلك لا يفيد الرجال كثيرا، وقال باحثون في جامعة نورث كارولينا درسوا حالات كل من الجنسين في 38 زوجا من الرجال والنساء، إن الاحتضان يؤدي إلى ازدياد مستويات هرمون «الأوكسيتوسين»، الذي يسمى «هرمون الارتباط»، ويقلل من ارتفاع ضغط الدم، الأمر الذي يقلل من مخاطر التعرض لأمراض القلب. وأضاف الباحثون الذين نشروا نتائج دراستهم في مجلة «سايكوسوماتك ميديسن» إنهم لاحظوا انخفاض ضغط الدم لدى النساء أكثر من الرجال بعد عناقهن واحتضانهن. وأجريت الاختبارات بقياس مستويات «الأوكسيتوسين» الذي يظهر لدى ولادة الأطفال وعند إرضاعهم، ومستويات هرمون التوتر (الكورتيزول). وظهر أن معدلات «الأوكسيتوسين» ارتفعت لدى الرجال والنساء بعد عملية العناق والاحتضان، كما سُجّل ارتفاع كبير للهرمون لدى الأزواج المحبّين، مقارنة بالأزواج الآخرين. وظهر أيضا انخفاض في معدلات هرمون «الكورتيزول» لدى النساء بعد الاحتضان إضافة الى تدني ضغط الدم لديهن. الدراسة التي نشرتها إحدى صحفنا مهمة فالقضية ليست مجرد احتضان وعناق بين الزوجين..القضية أن نؤمن بثقافة اللمس فالبعض لا يهتم باحتضان زوجته او عناقها في مواقف الحياة اليومية، ولست أنسى معاناة إحدى الزوجات التي تشتكي أن زواجها استمر أكثر من عشرين عاما لم تسمع فيها كلمة احبك من زوجها كما لم تحظَ بلمس يشعرها بالحب. وهناك آباء وأمهات مؤمنون بان المراهقين من أبنائهم لا يحتاجون إلى اللمس والتربيت والعناق فهم كبار، ولا يحتاجون إلى تعبيرهم لهم عن الحب. المنازل الباردة هي بمثابة سجن لأصحابها ،ولكن هذا البرود والجمود ليس اختيار الإنسان إنما هو نتاج بيئته، لذلك نصادف البعض الذي لا يستطيع التعبير عن مشاعره بسهولة فهو لم يعتدْ على هذه المهارة، لم يتعلم في طفولته أن يتحدث بوضوح عن مشاعره الايجابية أو السلبية.وبالطبع فإن المشاعر السلبية هي الأكثر صعوبة لدى هؤلاء الناس من المهم صغارا كنا آم كبارا أن نعبّر بوضوح عن مشاعرنا وأن نلمس الذين نحبهم لأن اللمس هو رسالة حب قصيرة لكنها عميقة.