بصراحة وبعد هدوء العاصفة ومضي ما يقارب أسبوعا على تبخر الحلم الهلالي الذي كان الكل ينتظره إلا أنه مع الأسف طار إلى استراليا لعدة أسباب قد أدركها كثير من العقلاء من وقت مبكر وتحديداً منذ مباراة الذهاب التي أقيمت في سدني ومن أجل ذلك كان الكل متخوفا ولم يكن هناك أي ثقة، وكان الجميع مهتزا ومتوترا بداية من البيت الهلالي ووصولاً إلى الجماهير والرأي العام الهلالي بصفة عامة. لقد سبق أن قلت وذكرت في عدة مناسبات ان البطولة الآسيوية يحول بينها وبين الهلاليين العامل النفسي وأصبح الحاجز متجاوزاً بكثير لأمور عدة كالأمور الفنية أو المعنوية، وأصبح العامل النفسي هو المتسيد خاصة من باب التفاؤل والتشاؤم، ولإثبات ما سبق ذكره كان الهلاليون دائماً ما يتجنبون اللعب على استاد الملك فهد والتفاؤل باللعب في استاد الأمير فيصل ومن هذا المبدأ أعتقد أن الهلاليين جميعهم لا زالوا يعيشون في دوامة التفاؤل غير المبرر والأكثر تركيزاً حول الخروج الاسهل وفقدان اللقب الاقرب، عوامل عديدة بداية من الترف الذي أعتبره نوعا من المباهاة عندما تم استئجار طائرة خاصة بمبلغ كبير من المال والذهاب قبل أسبوع من مباراة الذهاب، وأرى ان هذا امر مبالغ فيه, ورغم الخسارة في اللقاء الاول إلا أن التعامل لمباراة الرد والتتويج باللقب لم يكن منطقياً البتة، فالتعامل كان يجب أن يكون أكثر انفتاحاً وأفضل اتزاناً فإعلان أكثر من مسؤول ولاعب ان المباراة حياة او موت وعزل اللاعبين عن الإعلام وإقفال النادي أمام الجماهير وحجب التمارين وإبعاد الاعلاميين كل هذه كانت عوامل ضغط وعوامل تشنج لم تجلب إلا مزيداً من الضغط على اللاعبين الذي كان جلياً في المباراة ناهيك عن تصدر المشهد من قبل بعض المحسوبين من نادي الهلال وإقحام الدين والاصطدام مع كل من يخالفهم الرأي حتى ان بعضهم اعتقد انها ليست مباراة بل حرب ستدور رحاها في يوم اللقاء، ثم لم تتوقف عند هذا الحد فقط بل قامت إدارة النادي بتتويج الفريق قبل اللقاء وهي من قامت بإحضار قمصان للاعبين كاملة الدعاية وقد كتب عليها (To morocco). جميع ما سبق ذكره أخرجت الهلال ولم يستفد الهلاليون من دروس الماضي والشيء الوحيد الذي لا يبدو منطقياً على الاطلاق هو محاولة التبرير غير المنطقي حول تبخر الحلم عندما وضع الحكم والمراهنات هي السبب، فمهما اخطأ الحكم ومهما كانت هناك احتمالات أخرى إلا أن الهلال في واقع الأمر قد خرج من حلمه من المباراة الأولى وأخيراً اقول: إن سخرية النصراويين وبعض الجماهير المبالغ فيه لم يكن ليحدث بهذه الدرجة لو لم يقم بعضهم بالطعن في الوطنية والتشكيك في العقيدة وهذا أمر مرفوض مهما وصلت حدة التعصب. نتمنى في النهاية ان يستفيد الهلالييون قبل غيرهم مما حدث وليس البكاء على اللبن المسكوب كما أتمنى ان تساهم الرياضة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة بالمحافظة على الحس الوطني والديني وألا تفرق بين المجتمع الواحد والذي عرف بتلاحمه ومحبته لبعضه بعضا بغض النظر عن وجود اشخاص نشاز يجب إبعادهم وإقصاؤهم وللمتعة بقية. الانضباط تقف دون عقوبة البلوي والحميداني رحم الله الأمير فيصل بن فهد الذي منذ ان شاهد المدرب الأهلاوي زاتاتا يضع يده في جيبه ويلوح بها للحكم في إشارة الى انه مرتش في لقاء دوري حتى أمر -رحمه الله- بألا تطلع الشمس إلا وهذا المدرب قد غادرمطار الملك عبدالعزيز في جدة بلا رجعة هكذا القرارات التي توقف المهازل والاتهامات وتبرير الفشل والعجز عن مجارات الآخرين.. رحم الله الأمير الشهم الذي لو كان بيننا هذا اليوم لما رأيت ما نراه في ملاعبنا وخارجها فالعذر الذي ساقت لجنة الانضباط حول عدم معاقبة حامد البلوي عذر غبي وغير مقبول فالكل شاهده وهو يتجه إلى حكم المباراة ويشير إليه بأنه قد قبض وأنه مرتش ولكن لأن الحكم غير عربي وغير مدرك للحركة لأنه كان في وضع الخائف من الاعتداء فلم يركز ناهيك انه مغادر إلى بلاده فليس من واجباته كتابة تقرير في أي حدث ولم تتوقف اللجنة عند هذا الامر بل إنها حاولت المراوغة وأقفلت آذانها حول العبارات المقززة والمشينة والتي قالها نائب رئيس الهلال وهي أقسى فقد مست كل منتم للرياضة رغم أنه مسلم ومنهم من يكون تحت الثرى أو شيخ كبير فتجاهل معاقبة سوء سلوك من اثنين محسوبين على أندية كبيرة، وقد تجاوزا جميع الخطوط الحمراء ومع ذلك يتم التجاهل ولا يوجد تفسير لهذه اللجنة إلا أنها تسل سيفها على الأندية الضعيفة ومنسوبيها، وهنا أتمنى تدخل الرئيس العام لرعاية الشباب بعد ان دب اليأس لدينا من جميع لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم بكاملها والله المستعان. نقاط للتأمل: - الهلاليون يجب ان يعترفوا بأخطائهم وعدم تعاملهم الجيد في النهائي الآسيوي إن هم أرادوا أن يعودوا ابطالاً فالتبريرات والاعذار لا تفيد ولا تسمن من جوع. - أصدر الهلال بياناً حول خروجه وتحميله الحكم النتيجة التي آلت اليها المباراة ولكن غير المفهوم هو الطلب من رئيس الاتحاد ايقاف الاخطاء الفادحة التي شهدتها المبارتان..... كيف يوقف أخطاء ذهبت بلا رجعة. - أشك كثيراً بأن مدرب المنتخب لوبيز هو من يضع التشكيلة أو يقوم باختيار اللاعبين فاستمرار العبث باختيار عناصر ليست الافضل بالساحة وإبعاد بعض اللاعبين الواعدين يضع أكثرمن علامة استفهام. - لم يفلح المهاجم ناصر الشمراني في تسجيل أي هدف في آخر اربعة لقاءات لفريقه داخلياً وخارجياً واكتفى بالاحتكاك بالحكام والمنافسين واختتمها بحركة أقل ما يقال عنها قبيحة (عيب ياكابتن). - أخيراً اقتنعت الادارة النصراوية وألغت عقد المدرب كانيدا والفريق متصدر، ولكن بدون أي هوية وهذا دليل ان مستوى الدوري لم يرتق إلى الطموح حتى الآن. - أتمنى ان تقف المطالبات والشكاوي التي تلاحق النصر وإدارته وإيجاد حل جذري لهذه المعضلة حتى ولو يتم الاستغناء عن جميع اللاعبين الأجانب فليس من المعقول ان يكون نادي النصر في أروقة محاكم الفيفا في كل فترة. - شن معظم الإعلاميين حملة شرسة على حكم لقاء الهلال وسدني بسبب عدم احتساب ضربات الجزاء فأين أنتم عندما قام الحكم فهد المرداسي بنفس التصرف في لقاء السوبر بين النصر والشباب وسلب البطولة وعدم اعطاء النصرحقه؟ - قد يخدم الحظ منتخبنا ويستغل عامل الارض والجمهور ويحصل على بطولة الخليج رغم أنني غير متفائل كثيراً، أما آسيا 2015 فانسوا ان نكون حتى المركز الثاني في ظل وجود اليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية. خاتمة: هذه لو كنت مكان الأمير عبدالرحمن بن مساعد لغردت بها: كم كنت أتمنى.... أنت تفعل شيئاً يشعرني بأنك تستحق... كل ما أعانيه من أجلك!! ونلتقي عبر جريدة الجميع «الجزيرة» ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.