في هذا الكتاب 43 مقالة تعالج كل واحدة منها فكرة أو موضوعاً يسهم في تقريب الفجوة بين الآراء.. الكتاب بعنوان: (أيها الأصدقاء.. تعالوا نختلف..) للدكتور أحمد البراء الأميري.. وجاء في مقدمته: اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى أن يختلف الناس في أكثر الأمور، الصغير منها والكبير، ومن أسباب ذلك اختلافهم.. في العقل والذكاء والعلم وقوة الذاكرة.. وفي الأمزجة والميول.. وفي البيئات التي ولدوا فيها ونشأوا وتعلموا.. فما يحبه هذا يكرهه ذاك، وما يوافق عليه زيد يخالف فيه عمرو.. هذا واقع مشاهد وجمع الناس على رأي واحد فيما عدا أساسيات الدين غير مطلوب لأنه مناف للطبائع المشاهدة والواقع المحسوس. ويقول المؤلف: نحن في حاجة إلى التركيز على أفضل طريقة للتعامل مع الخلاف بدلاً من الادعاء بأنه سيزول من تلقاء نفسه.. وذلك لأن الخلاف أمر طبيعي، وهو عنصر فعال في الاتصال بين الأفراد، وإذا تم التعامل مع الخلاف بشكل جيد فسوف تتم تسويته في الغالب ويحقق نتائج جيدة وحلولاً مبتكرة. إن تقبل الخلاف لا يعني أن وجهة نظرك أقل أهمية أو أقل صحة.. وقد تريد التمسك بآرائك، وهذا من حقك ولكن لا تنس أن تبدي احتراماً وتفهماً لآراء الآخرين. إن اتساع الصدر للآراء المخالفة وحسن تقبل الآخرين ومجادلة البعيدين عنا بالتي هي أحسن هي آداب قرآنية نبوية إسلامية تدل على نضج من يتحلى بها. وأشار المؤلف إلى أن بعض سادات السلف وثقافتهم أراد أن يلغي كلمة (الاختلاف) ويستعمل بدلاً منها كلمة (السعة)، فقد صنف رجل كتاباً في الاختلاف فقال له الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: لا تسمه كتاب الاختلاف ولكن سمه كتاب السعة.. وذلك لأن كلمة الاختلاف توحي بالشقاق والافتراق، والسعة كلمة صريحة في الرخصة واليسر والراحة.