قال المتنبي: وخير جليس في الزمان كتاب تسلو به إن خانك الأصحاب. الكتاب, هو الأنيس في الوحدة, والرفيق في طرقات السفر, يأنس به الإنسان, ويضيف عقولاً إلى عقله, ومحصول الخبرات والدراسات التي امتدت لسنوات وربما قرون. قال تعالى في مهد رسالة نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام: {اقْرَأْ}, ولم يقلها عبثاً, فالقراءة هي النور للبصيرة قبل البصر, ومفتاح العِلم وسرُّ قوة صاحبه. يردد البعض مقولة: إن أمة إقرأ لا تقرأ! والبعض يعتقد العكس, والكل لديه أسبابه ولكن يهم معرفة القراءة الصحيحة, ومتى وكيف تكون. يجب أن يُحدد القارئ غرضه من القراءة, هل هي تعليمية, أو للتسلية, أو لتطوير مهارة معينة, وأن يختار المكان المناسب الذي يجعله يجلس جلسة صحيحة لسلامة ظهره ورقبته. كذلك ضبط الإضاءة بحيث تقرأ العين بدون جهد, وضبط درجة حرارة المكان لتكون متوسطة وغير مزعجة. عند زيارة إحدى دور النشر والمكتبات يجب الأخذ بعين الاعتبار صفحة الغلاف الأمامية, وعنوان الكتاب الرئيسي والفرعي, وصورة الغلاف والألوان, واسم المؤلف, وتاريخ الطبع والنشر, والمقدمة والخاتمة والفهرس, الرسومات والخرائط والجداول والمراجع, وليس الاكتفاء فقط باسم المؤلف وعنوان الكتاب. رصدت دراسة عن معدل القراءة, حيث إن سرعة متوسط القراءة في الدول العربية: 160 كلمة في الدقيقة وفي الدول الغربية 250 كلمة في الدقيقة. بشكل عام, الوطن العربي يعاني من قلة القراءة, ففي احصائية وُجد أن كل مليون عربي يقرؤون 30 كتابا فقط! ولكي يتم ضبط موضوع القراءة, فهناك مستويات للاستيعاب يجب معرفتها: - قراءة كتاب واحد في موضوع معين هو (إدراك) - قراءة 3 كُتب في نفس الموضوع أو قراءة كتاب واحد 3 مرات يُعتبر ( أُلفة) - قراءة 10 كُتب في نفس الموضوع (معرفة) - قراءة 60 كتاب في نفس الموضوع (خبرة) والناس بين هذا وذاك, كشفت إحصائيات أن الأوربي يقرأ بمعدل 35 كتاباً في السنة، أما العربي فإن 80 شخصاً يقرءون كتاباً واحداً في السنة! «يقول لك المرشدون: اقرأ ما ينفعك و لكني أقول: بل انتفع بما تقرأ»، عباس العقاد.