أقف وأنا فتى في العشرينات من العمر.. أمام ذاكرة طفولته.. فلا أجد سوى التأمل وشيء ما يخالج صدري وقلبي!! شيء يستطيع أن أكتبه بدقة. لذا فإن للأحاسيس «رعشة» كلما أصبح للمكان ذاكرة وذكرى! مسجد، ومدرسة، وبناية تحمل رقم 57، وشقة مكتوب عليها أربعة! عند إذ تصبح للمشاعر والأحاسيس فوج من الحنين والاشتياق للمكان ومن كان يعيش فيه! أحبة وصحبة وإخوة وجيران قدامى وأمي وأبي «رحمه الله وغفر له». في مكان ما.. أقف أمام بيتي القديم.. ولا أستطيع أن أطرق عروة الباب»!!! فالبيت أصبح للغير وأنا الآن عابر سبيل أمر على الديار.. ولسان حالي يقول: أمر على الديار ديار ليلى.. أقبل ذا الجدار وذا الجدار وأصمت قليلا.. وأبتسم.. فلا يزال ذلك الباب المهشم موجوداً به!! في مكان ما مسجد.. علمني (أن الحياة فيه «سجدة ودعاء»). ومدرسة أبكتني صغيراً وكبيراً.. فلم يبق فيها سوى «جدرانها وأسوارها «وأسرارها في قلبي! في مكان ما خلف المسجد.. ملعب الأطفال.. أزفلت وحذاء..كنا هناك نلعب! وخلف البناية.. بقالة ومخبز كبير..كنا هنالك أيضاً! كنا في كل مكان..كل مكان! وخلف هذه الكلمات الكثير الكثير من الأشياء التي لم تكتب!! جميعنا.. يشتاق لطفولته وجميعنا يتذكر تفاصيلها متى ما أراد. ويتناساها متى ما أراد! إنها الذكرى. أماكن كثيرة ووقفات وذكريات تحمل الكثير من الذكريات.. في مكان ما.. أحببته وعشته وتعايشت أدق تفاصيله. مسجدي، مدرستي، بيتي، طفولتي. أشياء كثيرة. كنت أعيش هناك..في مكان ما!.