كل شيء بقي كما كان عليه لأول مرة ماعدا أنه في هذه الزيارة كان بارداً وموحشاً بل جسداً بلا روح، بدأت نسمات النفس تجوب في هذا المكان وتلوح بوجود الأمل فيه عندما رأيت ذلك القلب الطيب في استقبالي وتوديعي بحرارة، وزاد الأمل والفرح عندما رأيت أطفالي ونظراتهم ممزوجة بالعتب والفرح والأمل بعودتي لهم وإحساسهم بالأمان بأنني عندما أغيب أعود لهم بشوق لا أتفق مع من يقول بأن لحظات الوداع هي الأصعب، ولكن تبقى لحظات انتظار اللقاء لها صعوبتها ومراراتها أيضا؛ لم أتمالك نفسي فقبل أن أدخل المكان خرجت دموعي رغما عني وبعد أن خرجت من المكان عادت مرة أخرى لتخرج وتحرقني، لي مع كل لوحة وقفة بل حكاية، ولي أمام كل باب موقف ومع كل طفل هناك شهور من الحب بيننا عشناها بالحب واللعب والبراءة وعلى كل لعبة وضعت لمستي وأمام كل فكرة كنت أضع رأيا مقابلها للأسف لم أنس ولا أظن أنني سأنسى بسهولة ولكن ربما سأحاول أن أتناسى لأخفف من الحنين الذي أشعر به من وقت لآخر يبقى الحب ذلك الشيء الجميل المر القاسي هو كالزائر الوفي الذي لا ينسى الذي يمرض ولا يموت يتأخر ولا يغيب؛ و على الرغم من مشاعر الحزن التي مررت بها وعلى الرغم من الصدمة التي حطت رحالها على قلبي بقي هناك درس جميل خلف كل ما حصل، بقي هناك حب وشوق لأمرين أحببتهما من أعماق قلبي رغم كل ما حصل وسأبقى أشعر بالاشتياق لهم من وقت لآخر وسأبتسم عندما يمر شريط الذكريات في مخيلتي وربما نزلت دموعي رغما عني، كل ما ذكرت يبقى الحب هو ما يحركني حتى الآن رحل كل شيء وبقيت أنا ومشاعري الصادقة نبقى على الذكرى.