نسمع ونقرأ في هذه الأيام من يتكلم عن تتبع آثار النبي صلى الله عليه وسلم في أسفاره من تحديد المواضع التي نزل فيها أو صلى فيها لما أدركته الصلاة من قصد وتخصيص لها، وهذا عمل له عواقب واضحة لعدة أمور: 1 - إنه وسيلة من وسائل الشرك بالتبرك في هذه الآثار، وما كان وسيلة إلى المحرم فهو حرام. 2 - إن هذا لم يكن من عمل السلف الصالح الذين هم أحرص على الخير منا فلو كان في ذلك خير لسبقونا إليه. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ولما رأى عمر رضي الله عنه قوماً يذهبون إلى الشجرة التي وقعت تحتها بيعة الرضوان أمر بقطعها. 3 - إن هذه بدعة وكل بدعة ضلالة - فلم يشرع النبي صلى الله عليه وسلم لأمته تتبع هذه الآثار ولم يقم بهذا العمل صدر هذه الأمة وقد قال الإمام مالك - رحمه الله -: (لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها). 4 - إن إحياء هذه الآثار التي يشرع لنا إحياؤها يزاحم إحياء شعائر الله التي أمرنا الله بإحيائها لأن البدعة تقضي على السنة أو تقلل من الاهتمام بها. 5 - في تتبع هذه الآثار وإحيائها مشقة على الأمة لأن المواضع التي نزل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أو صلى فيها في أسفاره كثيرة. 6 - إن إحياء هذه الآثار التي لم يشرع إحياؤها فيه غلو في حق النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال صلى الله عليه وسلم: (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم). وقال: (وإياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو). 7 - الواجب علينا إحياء سنن النبي صلى الله عليه وسلم والعمل بها والدعوة إليها، قال صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) وقال صلى الله عليه وسلم: (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وسنتي). هذا وأسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق للعمل النافع والعمل الصالح، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.